فيعطى يكون كالذي يأكل ولا ينفعه ما أكل، اليد العليا خير من اليد السفلى، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول»، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي أكرمك لا آخذ من أحد شيئاً أبداً.
أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٠١/ ٣١٢٤).
قلت: إسناده ضعيف، المطلب بن عبد الله بن حنطب: عامة روايته عن الصحابة مرسلة، قال البخاري: «لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعاً؛ إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي ﷺ»، وقال أبو حاتم: «عامة روايته مرسل؛ … ، وروى عن ابن عباس وابن عمر؛ لا ندري سمع منهما أم لا، لا يذكر الخبر»، وقال أبو زرعة: «عامة حديثه مراسيل، لم يدرك أحداً من أصحاب النبي ﷺ؛ إلا سهل بن سعد، وأنساً، وسلمة بن الأكوع، ومن كان قريباً منهم» [المراسيل (٧٨٠)، جامع التحصيل (٢٨١)، تحفة التحصيل (٣٠٧)].
وكثير بن زيد الأسلمي المعروف بابن مافنة: متكلم فيه، ليس ممن يحتج به إذا انفرد، نعم هو في الأصل صدوق؛ لكن فيه لين، وليس بذاك القوي. [انظر: التهذيب (٣/ ٤٥٨)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (٩٧)، الميزان (٣/ ٤٠٤)] [وانظر: ما تحت الحديث رقم (٨٠١)]، وهو غريب من حديث كثير بن زيد الأسلمي المدني.
وراجع ما جاء في معناه من طرق حديث حكيم بن حزام، فيما تقدم تخريجه تحت الحديث السابق برقم (١٦٤٧).
٢ - حديث جابر بن عبد الله:
أ - رواه روح بن عبادة [ثقة]، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد [ثقة ثبت]:
حدثنا ابن جريج: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: قال رسول الله ﷺ: «أفضل الصدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى».
وهو حديث صحيح، على شرط مسلم، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٦٤٨).
ب - ورواه عبد الله بن لهيعة [ضعيف]، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى [ليس بالقوي]:
عن أبي الزبير، عن جابر، قال: سمعت النبي ﷺ، يقول: «أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى».
وهو حديث صحيح، قد رواه ابن جريج عن أبي الزبير به، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٦٤٨).
ج - ورواه محمد بن سعد نا إسماعيل بن عبد الكريم: حدَّثني إبراهيم بن عقيل ابن أخي وهب، عن أبيه، عن وهب، عن جابر، قال: سمعت النبي ﷺ، يقول: «الصدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى».