قلت: وهذا الحديث وهم وغلط، إنما يرويه عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود يتيم عروة، عن عروة، عن أبي هريرة، وهم فيه: مطلب بن شعيب الأزدي، وهو: صدوق، له عن أبي صالح غير حديث منكر، ولا أستبعد أن يكون هذا أيضاً من جملة أوهامه [اللسان (٨/ ٨٦)].
• ورواه عبيد الله بن عبد المجيد [أبو علي الحنفي: بصري، ليس به بأس]، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، بمثل حديث هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة.
ولفظه عند ابن عدي: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غناء، وابدأ بمن تعول».
أخرجه البزار (١٤/ ٣٤٨/ ٨٠٤٢)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٤٥١).
قال البزار: «ولا نعلم أسند أبو الزناد عن عروة عن أبي هريرة؛ غير هذا الحديث، وهو معروف من حديث هشام».
قلت: وهذا وهم أيضاً؛ عبد الرحمن بن أبي الزناد: حديثه بالمدينة: صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون؛ إلا ما كان من رواية سليمان بن داود الهاشمي؛ فأحاديثه عنه حسان، وليس هذا من الأول ولا الأخير. [انظر: ما تقدم تحت الحديث رقم (١٤٨)]، فقد تفرد به عنه: أبو علي الحنفي البصري، وإنما يُعرف هذا الحديث: من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ويأتي ذكره قريباً.
د - ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ، قال: «إنما الصدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٧٤٩)، وأحمد (٢/ ٥٠١)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٢٤٠)، والبزار (١٤/ ٣٠٥/ ٧٩٢٨)، وأبو بكر النصيبي في فوائده (٩٢)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٩٦)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٦/ ١٧٩/ ١٧٧٥)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٢/ ٣٠٥/ ١٦٣٨). [المسند المصنف (٣١/ ٣٨٦/ ١٤٤١٨)].
وهو حديث صحيح.
هـ - ورواه ابن جريج، قال: أخبرني عطاء؛ أنه سمع أبا هريرة، يقول: «الصدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى». قال: قلت: ما قوله عن ظهر غنى؟ قال: لا تعطي الذي لك، وتجلس تسأل الناس.
أخرجه عبد الرزاق (٩/ ٧٦/ ١٦٤٠٣). [المسند المصنف (٣١/ ٣٨٨/ ١٤٤٢٣)].
قلت: قصر به من قصر، وهو حديث مرفوع، وسياقه يدل على رفعه.
• فقد رواه مرفوعاً:
يزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد الطنافسي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن