• وقد وهم فيه بعضهم على الأعمش وليث، فجعله من حديث نافع عن ابن عمر:
رواه وضاح بن يحيى النهشلي، قال: ثنا مندل بن علي، عن الأعمش، وليث، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «من سألكم بالله فأعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا الله له حتى ترون أنكم قد كافأتموه».
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (٤/٢٣)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٥٦٨/ ٣٢٨٩ - أطرافه)، والسهمي في تاريخ جرجان (١٨٠).
قال الدارقطني في العلل (١٢/ ٣٧٤/ ٢٨٠١): «ورواه وضاح بن يحيى النهشلي، عن مندل، عن الأعمش وليث جميعاً، عن نافع، عن ابن عمر، ووهم عليهما.
والصحيح: عن الأعمش، وليث، عن مجاهد، عن ابن عمر».
وقال في الأفراد: «تفرد به وضاح بن يحيى عن مندل عن الأعمش عنه».
قلت: هذا باطل من حديث الأعمش وليث تفرد به مندل بن علي، وهو: كوفي ضعيف، صاحب غرائب وأفراد، وهذا منها [التهذيب (٤/ ١٥٢)].
وتفرد عن مندل وضاح بن يحيى النهشلي؛ لم يخبر حاله أبو حاتم، فقال: «شيخ صدوق»، ووقف ابن حبان منه على ما يقتضي تضعيفه، فقال فيه: «منكر الحديث» [الجرح والتعديل (٩/٤١)، المجروحين (٣/ ٨٥)، علل الدارقطني (١٢/ ٣٧٤/ ٢٨٠١)، اللسان (٨/ ٣٨٠)].
والصحيح - كما قال الدارقطني -: عن الأعمش، وليث، عن مجاهد، عن ابن عمر.
• وممن جعله أيضاً من حديث نافع عن ابن عمر: ثابت بن زهير، وهو: متروك، منكر الحديث، لا يشتغل به [اللسان (٢/ ٩٧)]، قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر» [علل الحديث (١٣٣٣)].
• وروي أيضاً من حديث نافع عن ابن عمر بإسناد مجهول، وفيه مجروح: أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٩)، وابن عدي في الكامل (٨/ ٣٦٩)، وأعله بجهالة رواته، وجرح أحدهم. والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (١/ ٢٤٨/ ٥٠١).
• ولا يُعرف هذا الحديث من حديث نافع عن ابن عمر؛ من وجه صالح.
ج - ورواه عبد الرحمن بن سلمة الرازي [كاتب سلمة بن الفضل. الجرح والتعديل (٥/ ٢٤١)، المتفق والمفترق (٣/ ١٥١٤/ ٩٣٦)]، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال: نا أبو جعفر الرازي، عن حصين بن عبد الرحمن [ثقة]، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «من سألكم بالله فأعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أهدى لكم كُراعاً فاقبلوه».
أخرجه محمد بن مخلد الدوري العطار في المنتقى من حديثه (٤٤)، والطبراني في