مسكيناً؟»، قال أبو بكر: أنا، قال:«فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟»، قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله ﷺ:«ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة». لفظ ابن أبي عمر العدني [عند مسلم]، وبنحوه رواه ابن معين [عند أبي عوانة وأبي نعيم]، وابن المديني [عند أبي نعيم والبيهقي]، والعباس بن يزيد البحراني [عند ابن خزيمة]، وأحمد بن أبان [عند البزار]، مع تقديم وتأخير في الخصال، ولفظ البحراني في آخره: فقال رسول الله ﷺ: «ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة»، وبنحوه لفظ ابن معين مع تقديم وتأخير، وقال ابن المديني في حديثه: فقال رسول الله ﷺ: «ما اجتمعت لرجل هذه الخصال إلا دخل الجنة». وقد قصر بعضهم بإسقاط خصلة منهن، ولا يضر.
وخالفهم: محمد بن عبد العزيز الرملي [عند البخاري في الأدب]، فساق الحديث بنحوه مع تقديم وتأخير في الخصال، ثم قال في آخره: قال مروان: بلغني أن النبي ﷺ قال: «ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم، إلا دخل الجنة». وهذا تقصير منه، فهو ليس بقوي، والعمدة على رواية الحفاظ الأثبات، ولم يذكر دحيم هذه اللفظة في آخر الحديث؛ قصر به [رواية دحيم عند النسائي].
أخرجه مسلم في كتاب الزكاة (٢٨/ ١٠٢٨/ ٨٧)، وفي فضائل أبي بكر الصديق من كتاب فضائل الصحابة (١٢/ ١٠٢٨)، وأبو عوانة (١٨/ ٣٩٥/ ١٠٥٢٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ١٠٢/ ٢٢٩٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٥١٥)، والنسائي في الكبرى (٧/ ٢٩٥/ ٨٠٥٣)(١٠/ ١٦٧/ ٨٢٥٠ - ط التأصيل)، وابن خزيمة (٣/ ٣٠٤/ ٢١٣١)، والبزار (١٧/ ١٥١/ ٩٧٥٤)، وأبو علي اللحياني في حديثه (٣٨ و ٣٩)، وابن المظفر في الثاني من الفوائد المنتقاة (٣٢)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٨٩)، وفي الشعب (١٣/ ٣٠١/ ٨٧٦٤)، والخطيب في المبهمات (٦/ ٤٠٦)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٤/ ١١٣/ ٣٠٩٧)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٤٠٢)، وابن الفاخر في موجبات الجنة (١٣٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٠/ ٩٦)، وابن بشكوال في الغوامض (٢/ ٥٦٣). [التحفة (٩/ ٤٥٢/ ١٣٤٤٥)، الإتحاف (١٥/٤٦/١٨٨٣٣)، المسند المصنف (٣٤/ ١٧٢/ ١٦٠١٨)].
قال البزار:«وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة ﵁؛ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد».
قلت: هذا الذي يثبت في هذه القصة في فضائل أبي بكر الصديق، من حديث أبي هريرة، وقد رويت هذه القصة من وجوه أخرى كثيرة، من حديث أبي هريرة، ومن حديث عدد من الصحابة، ليس فيها موضع الشاهد، وإنما فيها السؤال عن الخصال، فيقول أبو بكر: أنا، ولا يثبت منها شيء.
• والحاصل: فإنه لا يثبت موضع الشاهد الذي من أجله أورد أبو داود هذا الحديث في باب المسألة في المساجد، وهو قوله في الحديث: «دخلت المسجد فإذا أنا بسائل