ورواه زهير بن محمد [وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي]، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ الأنصاري، قال: إن سائلا وقف على بابهم، فقالت له جدته حواء: أطعموه تمرا، قالوا: ليس عندنا، قالت: فاسقوه سويقا، قالوا: العجب لك! نستطيع أن نطعمه ما ليس عندنا؟ قالت: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تردوا السائل ولو بظلف محرق».
أخرجه أحمد (٦/ ٤٣٥)، وابن بشكوال في الغوامض (١/ ٤١٩). [الإتحاف (١٦/ ٢١٤٠٨/ ٩٢٢)، المسند المصنف (٣٦/ ٢١٢/ ١٧٤٢٢)].
قلت: زهير بن محمد التميمي: رواية أهل الشام عنه ضعيفة فيها مناكير، ورواية أهل العراق عنه مستقيمة؛ قال الإمام أحمد:«أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر»، وقال الإمام البخاري:«أحاديث أهل العراق عن زهير بن محمد: مقاربة مستقيمة»، وهذا الحديث مما رواه عنه من أهل العراق: أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وعبد الرحمن بن مهدي. [انظر: التهذيب (١/ ٦٣٩)، الميزان (٢/ ٨٤)، إكمال مغلطاي (٥/ ٩٠)، ترتيب علل الترمذي ص (٣٩٥)، جامع الترمذي (٣٢٩١)، وغيرها].
قلت: لكنه هنا خالف في متنه: مالك بن أنس، ومعمر بن راشد، وروح بن القاسم، والقول قولهم، وقد وهم من خالفهم.
قال الطبراني في الكبير (٢٤/ ٢١٩/ ٥٥٤): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة؛ أنه قال:«حواء بنت زيد بن السكن، وهي التي يروي زيد بن أسلم عن بجاد عن جدته».
وقال أبو نعيم في المعرفة (٦/ ٣٣٠٠): «حواء أم بجيد: كانت من المبايعات من الأنصار، هي بنت زيد بن السكن بن كرز بن زعوراء، من بني عبد الأشهل، قاله محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، أسلمت قبل زوجها قيس بن الحطيم، وهاجرت، وهي جدة بني بجيد، وقيل: هي حواء بنت رافع بن امرئ القيس، من بني عبد الأشهل».
قلت: الأشبه عندي أنهما اثنتان: أم بجيد جدة عبد الرحمن بن بجيد، وحديثها:
«ردوا السائل ولو بظلف محرق».
وحواء بنت يزيد بن السكن جدة عمرو بن معاذ بن سعد بن معاذ الأشهلي، وحديثها:«يا نساء المؤمنات لا تحقرن إحداكن لجارتها، ولو كراع شاة محرق».
قال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (٧١): روى مالك في الموطأ عنه، عن عمرو بن سعد بن معاذ، عن جدته، عن النبي ﷺ:«لا تحقرن جارة لجارتها ولو بظلف محرق».