لكن أخاف أن يكون تحرف عليه شيخ أبي عامر العقدي في هذا الحديث، نعم شيخه في الحديث السابق عليه هو: سليمان بن بلال المدني، لكن شيخه في حديثنا هذا هو سفيان الثوري، وقد اشتهر عنه، ولا يعرف من حديث سليمان بن بلال، ثم إنه قد رواه يزيد بن سنان القزاز البصري عن أبي عامر العقدي عن سفيان الثوري، مثل الجماعة، وهو الأشبه عندي، لما سبق ذكره، والله أعلم.
* وقال البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٤١٦) (١٠/٥٠٣/١٢٦٩٣ - ط الناشر المتميز) في ترجمة يعلى: «قاله محمد بن كثير، عن الثوري، عن مصعب بن محمد [يعني: عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن النبي ﷺ، قال: «للسائل حق، وإن جاء على فرس»].
وقال سليمان بن حرب، عن وهيب، عن مصعب بن محمد: عن علي».
يريد البخاري: أن سليمان بن حرب [وهو: ثقة حافظ]، قد رواه عن وهيب بن خالد [وهو: ثقة ثبت]، عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها، عن علي، عن النبي ﷺ، فزاد في إسناده: عليا، وأن وهيبا قد خالف الثوري بهذه الزيادة في الإسناد.
قلت: خالفه أحمد بن إسحاق [الحضرمي: ثقة، كان يحفظ حديثه]، قال: أخبرنا وهيب، عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها، عن النبي ﷺ، قال: «للسائل حق، وإن جاء على فرس».
أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ٦٢٤/ ٢٥٩٥ - السفر الثاني). قال ابن أبي خيثمة: «وافق الثوري رواية وهيب بن خالد».
ويبدو أن البخاري وافقه في موضع آخر من التاريخ (٧/ ٣٥١)، فقال في ترجمة مصعب: «روى عنه الثوري، ووهيب، عن ابن أبي يحيى، عن فاطمة بنت الحسين».
قلت: قد اختلف فيه على وهيب كما ترى، حيث زاد في إسناده مرة علي بن أبي طالب فجعله من مسند علي، لا من مسند ابنه الحسين.
والحاصل: فإن هذا الحديث قد رواه عن مصعب بن محمد بن شرحبيل:
* سفيان الثوري، ووهيب بن خالد، ويحيى بن أيوب الغافقي:
رووه عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها، زاد وهيب في رواية عنه عن علي، عن النبي ﷺ.
* ورواه عبد الله بن المبارك، عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى - مولى لفاطمة ابنة الحسين -، عن الحسين بن علي، عن النبي ﷺ.
* ورواه ابن جريج، عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن سكينة بنت حسين، عن النبي ﷺ.
وهؤلاء الذين اختلفوا على مصعب كلهم ثقات، أكثرهم حفاظ أثبات أئمة.