• خالفه: سعيد بن منصور [ثقة ثبت حافظ، من أصحاب ابن عيينة المكثرين عنه]، قال: نا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله ﷺ عن الحُمُر؟ فقال:«لم يأت فيها شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧]».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٣١/ ٦٢٦٩).
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا سعيد بن منصور».
قلت: يبدو لي أن سفيان بن عيينة لم يضبط إسناد هذا الحديث، حيث اختلف عليه، فرواه مرة عن زيد بن أسلم بلا واسطة، وأدخل مرة بينه وبين زيد محمد بن عجلان، فزاد رجلاً في الإسناد، وجعله عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، وهذا الحديث مشهور عن أبي صالح عن أبي هريرة؛ رواه عن أبي صالح: ابنه سهيل بن أبي صالح، وزيد بن أسلم، وبكير بن عبد الله بن الأشج، ورواه عن سهيل: جمع كبير من الثقات، واشتهر عنه، ورواه عن زيد بن أسلم: مالك بن أنس، وهشام بن سعد، وحفص بن ميسرة، كلهم قالوا: عن أبي صالح، وكما وهم الليث بن سعد عن هشام، كذلك وهم فيه سفيان بن عيينة، والقول فيه كما قال أبو زرعة في حديث الليث:«هذا وهمٌ، وهم فيه الليث؛ إنما الصحيح: كما رواه مالك، وحفص بن ميسرة، وابن أبي فديك عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ»، وكلام البزار يشعر بتوهيم ابن عيينة، والله أعلم.
وقد سبق أن ذكرت وهماً لسفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم [راجع: ما تحت الحديث رقم (١٥٩٣)، الطريق رقم (٨)]، وقلت هناك [مع تصرف يسير]: ولعل السبب في وقوع الوهم لابن عيينة في هذا الحديث؛ أنه تحمله مبكراً، فإن بين وفاته وبين وفاة زيد بن أسلم ما يزيد على ستين سنة، وهي مدة طويلة يطرأ على الإنسان فيها من الوهم والنسيان ما لا يعلمه إلا الله، وقد كان أحياناً يروي عنه بواسطة ابن عجلان، والله أعلم. ثم هو حديث غريب من حديث سفيان بن عيينة؛ لم يشتهر عنه، فإن ابن عيينة قد روى عنه خلائق لا يحصون، وهو غريب أيضاً من حديث سعيد بن منصور، لم أجده إلا من طريق: محمد بن علي بن زيد الصائغ المكي [راوي سنن سعيد بن منصور]، وهو: ثقة. [الثقات (٩/ ١٥٢)، سؤالات السهمي (٥)، التقييد (٨٨)، السير (١٣/ ٤٢٨)].
هكذا روى هذا الحديث: سهيل بن أبي صالح، وزيد بن أسلم:
عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة ﵁، عن رسول الله ﷺ.
ورواه أيضاً بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
• رواه ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث؛ أن بكيراً حدثه، عن أبي صالح ذكوان، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ؛ أنه قال:«إذا لم يؤد المرء حق الله، أو الصدقة في إبله … »، وساق الحديث بنحو حديث سهيل عن أبيه.