قلت: كلامنا هنا ليس عن بني عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ من هم؟، ولا عن شيوخ الزهري منهم! فليس هذا الموضع محل تحرير هذه المسألة.
ولكن نقول: إنما روى الزهري ثلاثة أحاديث لرجل واحد [حديث أم هانئ في صلاة الضحى، وحديث عبد المطلب بن ربيعة في الصدقات، وحديث ثالث بواسطة، وهو حديث عبد الرحمن بن عوف في الطاعون، والصواب فيها كلها أنه: عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، وهم ابن إسحاق فسماه محمدا، ووهم أيضا من قال فيه: عبيد الله مصغرا، وقد تقدم له معنا في فضل الرحيم الودود (١٤/ ١٢٩١/ ٣٣٥) حديث أم هانئ في سبحة الضحى:
رواه يونس بن يزيد الأيلي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وعبد الرحمن بن نمر اليحصبي وهم من ثقات أصحاب الزهري، وأثبتهم فيه: الزبيدي]، وإسحاق بن راشد [ثقة، ليس بذاك في الزهري]، وعقيل بن خالد [ثقة من أصحاب الزهري، لكن الإسناد إليه ضعيف]، وقرة بن عبد الرحمن بن حيويل [ليس بقوي، والإسناد إليه ضعيف]:
عن ابن شهاب، قال، حدثني ابن عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ أن أباه عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال، سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله ﷺ سبح سبحة الضحى، فلم أجد أحدا يحدثني بذلك، غير أن أم هانئ بنت أبي طالب أخبرتني؛ أن رسول الله ﷺ أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح، فأتي بثوب فستر عليه، فاغتسل، ثم قام فركع ثماني ركعات، لا أدري أقيامه فيها أطول، أم ركوعه، أم سجوده؟ كل ذلك منه متقارب، قالت: فلم أره سبحها قبل ولا بعد. لفظ يونس [عند مسلم].
وفي رواية الزبيدي [عند أبي عوانة، وهو عند النسائي مختصرا]: قال الزهري: أخبرني عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ أن أباه عبد الله كان يسبح سبحة الضحى لا يذرها، قال عبد الله: قال لي أبي: أما والله يا بني لقد سألت عنها - فأكثرت المسألة - أصحاب رسول الله ﷺ وأزواجه؛ هل رأى النبي ﷺ سبحها قط؟ فما أخبرني أحد أنه سبحها قط غير أن أم هانئ، … ثم ذكر الحديث.
أخرجه مسلم (٨١/ ٣٣٦ - صلاة المسافرين)، وغيره.
قال البيهقي: رواه مسلم في الصحيح عن حرملة؛ إلا أنه قال، عن ابن شهاب، قال، حدثني ابن عبد الله بن الحارث، وذلك لأن الصحيح أنه: عبد الله بن عبد الله بن الحارث، كذا قاله الليث بن سعد وغيره عن ابن شهاب؛ إلا أن ابن وهب يقوم، «عبيد الله».
وقال المزي في التحفة (١٨٠٠٣): «قال أبو مسعود: كذا قال مسلم: «عن ابن»، ولم يسمه، وهو عبد الله بن عبد الله، وابن وهب يقوم، «عبيد الله بن عبد الله»، وكنى عنه عمدا».