قال الترمذي:«وفي الباب عن سلمان، وأبي هريرة، وأنس، والحسن بن علي، وأبي عميرة جدّ معرّف بن واصل، واسمه رشيد بن مالك، وميمون أو مهران، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي رافع، وعبد الرحمن بن علقمة، وقد روي هذا الحديث أيضاً عن عبد الرحمن بن علقمة، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل، عن النبي ﷺ، وجد بهز بن حكيم اسمه: معاوية بن حيدة القشيري.
وحديث بهز بن حكيم: حديث حسن غريب».
وقال أبو القاسم:«ولم يحدّث بهذا الحديث عن بهز؛ غير مكيّ وعبد الواحد بن زياد؛ فيما أعلم»[كذا وقع في كتابه عبد الواحد بن زياد، وقد رواه من طريق عبد الواحد بن واصل، فلعله سبق قلم من الناسخ، والله أعلم].
قلت: وهو حديث حسن.
٣ - عبد العزيز بن أبي حازم، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد البصري [وهم ثقات]:
عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال، كان رسول الله ﷺ نائماً، فتحرك من الليل، فوجد تمرة تحت جنبه فأخذها فأكلها، ثم جعل يتضوّر من آخر الليل ولا يأتيه النوم، فذكر ذلك لبعض نسائه، فقال، «إنّي وجدت تمرة تحت جنبي فأكلتها، ثم تخوفت أن تكون من الصدقة». لفظ ابن أبي حازم [عند ابن سعد]، وبنحوه لفظ وكيع وأبي بكر الحنفي [عند أحمد].
وفي رواية ابن المبارك [عند البيهقي]: أن رسول الله ﷺ تضوّر ذات ليلة، فقيل له: ما أسهرك؟ قال، «إنّي وجدت تمرةً ساقطةً فأكلتها، ثم تذكرت تمراً، كان عندنا من تمر الصدقة، فما أدري من ذلك كانت التمرة، أو تمر أهلي، فذلك أسهرني».
أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ٣٩٠)، وأحمد (٢/ ١٨٠ و ١٨٣ و ١٩٣)، والحاكم (٢/١٤)(٣/٣٠/٢٢٠٣ - ط الميمان)، وعنه: البيهقي في الشعب (٩/١٠/٥٣٦٠). [الإتحاف (٩/ ٥١٢/ ١١٧٩٨) و (٩/ ٥٢٧/ ١١٨٤١)، المسند المصنف (١٧/ ١٠٦/ ٧٩٨٨)].
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
قلت: قد ثبت من حديث أنس بن مالك: أن النبي ﷺ كان يمر بالتمرة في الطريق، فيقوم، «لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها». [وهو حديث متفق عليه: أخرجه البخاري (٢٠٥٥ و ٢٤٣١)، ومسلم (١٦٤/ ١٠٧١)].
وثبت من حديث أبي هريرة، قال، قال رسول الله ﷺ:«والله إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطةً على فراشي - أو في بيتي - فأرفعها لأكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة - أو: من الصدقة - فألقيها». [وهو حديث متفق عليه: أخرجه البخاري (٢٤٣٢)، ومسلم (١٦٣/ ١٠٧٠)]