وروي من وجه آخر شديد الضعف:
رواه كلثوم بن محمد بن أبي سدرة: ثنا عطاء الخراساني، عن أبي هريرة ﵁، عن رسول الله ﷺ، قال، «إني لأجد التمرة ساقطة؛ فأرفعها لأكلها؛ فأخشى أن يكون من الصدقة فألقيها».
أخرجه إسحاق بن راهويه (١/ ٤٧٥/ ٤٠٠ - ط التأصيل)، ومن طريقه: الطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٣١٨/ ٢٣٩١).
ولا يتابع عليه عن عطاء، فإن كلثوم هذا: ضعيف، يروي عن عطاء الخراساني ما لا يتابع عليه [الجرح والتعديل (٧/ ١٦٤)، الثقات (٩/٢٨)، الكامل (٦/ ٧٢)، اللسان (٦/ ٤٢٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٨٣)]، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني: صدوق، يهم كثيراً، يرسل ويدلس، ولم يسمع من أبي هريرة. [انظر: المراسيل (١٥٦)، جامع التحصيل (٢٣٨)، تحفة التحصيل (٢٢٩)، التهذيب (٣/ ١٠٨)]؛ فهو إسناد ضعيف جداً.
[وقد تقدم معنا أحاديث بهذا الإسناد، انظر: فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٨٨/ ٦٧٢) و (٩/ ٣٩٦/ ٨٥٥) و (٩/ ٤٦٤/ ٨٦٦)، وما تحت الحديث رقم (١٣٢٥ و ١٣٧٢ و ١٥٨٥)]. ج - وفي الباب أيضاً أن النبي ﷺ كان لا يأكل من الصدقة:
١ - روى إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة ﵁، قال، كان رسول الله ﷺ إذا أُتي بطعام سأل عنه: «أهدية أم صدقة؟»، فإن قيل: صدقة، قال لأصحابه: «كلوا»، ولم يأكل، وإن قيل: هدية، ضرب بيده ﷺ، فأكل معهم.
أخرجه البخاري (٢٥٧٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على البخاري (٤٥٩)، والطبراني في الأوسط (٩/٢٩/٩٠٣٩)، والبيهقي (٦/ ١٨٥) و (٧/٣٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٦/ ١٠٤/ ١٦٠٨)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٤/٤٠/٢٩٧٩). [التحفة (١٠/ ١٤٤/ ١٤٣٥٩)، المسند المصنف (٣١/ ٤٥١/ ١٤٤٧٨)].
ورواه عبد الرحمن بن سلام الجمحي، ومحمد بن كثير العبدي، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم [وهم ثقات]:
حدثنا الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ كان إذا أُتي بطعام، سأل عنه، فإن قيل: هدية، أكل منها وإن قيل: صدقة، لم يأكل منها. ولفظ محمد بن كثير [عند أبي عوانة]: كان النبي ﷺ لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، ويأكلها.
أخرجه مسلم (١٠٧٧)، وأبو عوانة (٨/ ٤٠٩/ ٣٤٣٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ١٤١/ ٢٤٠٧)، وابن المنذر في الأوسط (١١/١٢/٨٨٠٤)، والبيهقي (٦/ ١٨٥) و (٧/٤٠). [التحفة (١٠/ ١٤٨/ ١٤٣٧٤)، المسند المصنف (٣١/ ٤٥١/ ١٤٤٧٨)].
ورواه عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم [روى عنه: مسلم، وأبو حاتم، وأبو زرعة، قال أبو حاتم: «محله الصدق، يحدث عن جده أحاديث صحاحاً»، وذكره