للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

العباس إلى رسول الله ليستعملهما على الصدقات، فجاء علي بن أبي طالب، فوقف عليها، فذكرا له ذلك، فقال علي: لا تفعل، فوالله! ما هو بفاعل … . الحديث.

وفي رواية: فقال لنا: إن رسول الله لا يستعمل منكم أحداً على الصدقة. أخرجه مسلم (١٦٨/ ١٠٧٢). [يأتي تخريجه تحت الحديث رقم (١٦٥٤)]. والحاصل، أن علياً نهى العباس؛ لا أنه حضه وحثه على ذلك.

٣ - وروى أبو جهضم [موسى بن سلمة]، قال، حدثني عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال، كنا جلوساً إلى عبد الله بن عباس، فقال، والله ما خصنا رسول الله بشيء دون الناس إلا بثلاثة أشياء: فإنه أمرنا أن نسبغ الوضوء، و [أن] لا نأكل الصدقة، و [أن] لا ننزي الحمر على الخيل.

وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٩/٢٦/٨٠٨).

٤ - وروى ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب؛ أن جبير بن مطعم أخبره، قال، مشيت أنا وعثمان بن عفان، إلى النبي ، فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر، وتركتنا، ونحن بمنزلة واحدة منك، فقال «إنما بنو هاشم، وبنو المطلب شيء واحد»، قال جبير: ولم يقسم النبي لبني عبد شمس، وبني نوفل شيئاً.

أخرجه البخاري (٣١٤٠) و (٣٥٠٢) و (٤٢٢٩)، ويأتي تخريجه في موضعه من السنن برقم (٢٩٧٨ - ٢٩٨٠).

٥ - وروى يزيد بن حيان قال، انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه؛ قال له حصين: … . فذكر الحديث، وقال في آخره: فقال له حصين [يعني: لزيد بن أرقم]: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال، نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده، قال، ومن هم؟ قال، هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال، كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال، نعم.

أخرجه مسلم (٢٤٠٨)، وتقدم تخريجه في الشاهد رقم (٩).

قلت: هكذا رأى زيد بن أرقم، وهو خلاف ما ذهبت إليه عائشة، وهي أعلم بمكانها من النبي ، وحكمه في أهل بيته:

فقد ثبت أن خالد بن سعيد بن العاص، بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة، فردتها، وقالت: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. [تقدم تخريجه قريباً].

ويؤيد هذا المعنى، وهو أنه كان رأياً رآه زيد، أن الصدقة تحرم على جميع بني هاشم وبني المطلب، وليس على من حصرهم زيد فقط، فإن الصدقة تحرم على كل من حل له الخمس من أهل البيت، والله أعلم.

قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٣٦١) (١٦/ ٣١١ - ط الفرقان) مستدركاً على زيد قوله: «الذي عليه جماعة أهل العلم أن بني هاشم بأسرهم لا يحل لهم أكل الصدقات المفروضات».

<<  <  ج: ص:  >  >>