مسلم، والأعمش: فقد روى غير واحد عن سعيد وأرسل غير حديث، ولا نعلم أن هذا الحديث مما سمعه من سعيد».
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث؛ فقال: هكذا رواه عبد العزيز، ورواه جرير بن حازم، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن النبي ﷺ، مرسل؛ وهو أشبه [العلل (٢/ ٦٠٠/ ٦٢٦)].
وقال الدارقطني: «غريب من حديث الأعمش عن سعيد، تفرد به أبو زيد عبد العزيز بن مسلم القسملي عنه».
وقال البيهقي: «قال القاضي [هو إسماعيل القاضي]: هكذا رواه عبد العزيز بن مسلم، وقد خالفه غير واحد، رواه عن الأعمش، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى»، ثم قال البيهقي: «هكذا وجدته عن ابن أبي ليلى، والحديث عندنا عن الأعمش وغيره، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن النبي ﷺ مرسلاً».
قلت: وهم فيه عبد العزيز بن مسلم، ولم يضبطه، وقد خالفه من هو أثبت منه في الأعمش:
أ - فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: ثقة، من أثبت الناس في الأعمش، وعبد الله بن نمير [لأثقة، مكثر عن الأعمش]:
عن الأعمش، عن الحكم [هو: ابن عتيبة: ثقة ثبت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثقة، من الطبقة الثانية]، بمثله، ولم يرفعه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٢٧/ ١٠٦٩١) (٦/ ٣٨٥/ ١٠٩٩٩ - ط الشثري).
وهذا مقطوع على عبد الرحمن بن أبي ليلى بإسناد صحيح.
ب - ورواه أبو الأزهر [أحمد بن الأزهر: ثقة كتابه أصح]: حدثنا وهب بن جرير [بصري، ثقة]: حدثنا أبي جرير بن حازم بصري ثقة من السادسة، وقد يهم على الأعمش، قال: سمعت الأعمش، ومنصور بن زاذان، يحدثان عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب [صالح الحديث، من الثالثة]، قال: كان رسول الله ﷺ في سفر، فنزل للصلاة، فلما توجه إلى الصلاة رجع إلى راحلته ليعقلها، فقال الناس: نكفيك يا رسول الله، فأبى، فقال: «ليستغن أحدكم عن الناس بقضيب سواك»، قال: فعقلها.
أخرجه البيهقي في الشعب (٦/ ١٢٠/ ٣٢٥٢).
وهذا حديث مرسل.
ج - ورواه علي بن هاشم [صدوق]، عن ابن أبي ليلى [محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون. انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧)، الميزان (٣/ ٦١٣)]، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال رسول الله ﷺ: «استغن عن الناس، ولو بقصمة سواك».