قلت: ثعلبة بن زهدم اليربوعي: صحابي، ثبت سماعه من النبي ﷺ؛ بإسناد صحيح إليه، حيث قال: انتهيت إلى النبي ﷺ وهو يحدث، فقال:«اليد العليا خير من اليد السفلى».
لكن قال البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٧٣): «وقال الثوري: له صحبة، ولا يصح».
قلت: لم ينفرد بذلك الثوري؛ فقد تابعه شعبة، حيث رواه عن أشعث بن أبي الشعثاء؛ أنه سمع أباه والأسود بن هلال، يحدثان عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع، قال: انتهيت إلى النبي ﷺ وهو يقول: … فذكره؛ نعم لم يسمه، لكن قد سماه الثوري.
ومع الذي أثبت صحبته زيادة علم، وقد تبع مسلم البخاري؛ فعده في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة [الطبقات (١٣٢٢)]، ولم يزد العجلي على أن قال في ثقاته (١٨٦): «كوفي، تابعي، ثقة»، وحديثه عن حذيفة في صلاة الخوف: حديث صحيح محفوظ. [انظر: فضل الرحيم الودود (١٣/٢٧١/١٢٤٦)].
ولوجود هذا النفي من البخاري، مع النص المعارض لذلك، قال أبو حاتم كالمتردد: ويقال: له صحبة؛ روى عن النبي ﷺ؛ أنه قدم عليه هو في نفر من بني تميم، فسمعه يقول:«يد المعطي العليا، ابدأ بمن تعول» [الجرح والتعديل (٢/ ٤٦٣)].
وأما ابن حبان؛ فلم يتابع البخاري على ذلك؛ بل جزم بصحبته اعتماداً على الدليل، فذكره في الصحابة (٣/٤٦)، وقال:«ثعلبة بن زهدم الحنظلي اليربوعي»: من تميم؛ قدم على النبي ﷺ وافداً، وهو الذي كان مع سعيد بن العاص بطبرستان حيث سألهم عن صلاة الخوف، سمع النبي ﷺ يقول:«ابدأ بمن تعول؛ أمك وأباك وأختك وأخاك».
وقال الترمذي في التاريخ:«أدرك النبي ﷺ، وعامة روايته عن أصحاب النبي ﷺ» [إكمال مغلطاي (٣/ ٩٤)].
وممن عده في الصحابة أيضاً اعتماداً على رواية الثوري: خليفة بن خياط [الطبقات (٢٩٢)]، وابن أبي عاصم [الآحاد والمثاني (٢/ ٣٨٦)]. وأبو القاسم البغوي [معجم الصحابة (١/ ٤٤٩)]، وابن قانع [معجم الصحابة (١/ ١٢٥)]، والطبراني [المعجم الكبير (٢/ ٨٥)]، وابن السكن [الجامع لما في المصنفات الجوامع (١/ ٤٢٧)]، وأبو أحمد العسكري [الإنابة (١٢٠)]، وأبو عروبة الحراني [الإنابة (١٢٠)]، وابن منده [الجامع لما في المصنفات الجوامع (١/ ٤٢٧)]، وأبو نعيم [معرفة الصحابة (١/ ٤٨٨)]، والباوردي [الإنابة (١٢٠)]، وابن حزم [قال:«وثعلبة بن زهدم: أحد الصحابة، حنظلي، وفد على رسول الله ﷺ، وسمع منه، وروى عنه»، ولخصه مغلطاي بقوله:«له صحبة ووفادة وسماع». المحلى (٣/ ٢٣٤)، إكمال مغلطاي (٣/ ٩٤)، الإنابة (١٢٠)]، وابن عبد البر [الاستيعاب (١/ ٢١١)، وقال:«له صحبة»]، وابن الأثير [أسد الغابة (١/ ٤٦٦)]، والمزي [جزم بصحبته في التحفة (٢/ ٦٢٦)، وقال في التهذيب (٤/ ٣٩٢): «مختلف في صحبته»،