والحاصل: فإن حديث أبي جمرة عن هلال بن حصن عن أبي سعيد: حديث حسن، دون الزيادة التي انفرد بها هلال بن حصن في آخره، وهي قوله:«ومن استعفَّ عنا واستغنى أحبُّ إلينا ممن سألنا»، فهي زيادة شاذة، لم يتابع عليها [راجع: الكلام عن حديث المجهول، في قبوله ورده، عند الكلام عن حديث عائذ بن عمرو المزني، تحت الحديث السابق برقم (١٦٤٣)]، والله أعلم.
د - ورواه عبد الله بن جعفر [هو: ابن غيلان الرقي؛ ثقة]، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو [الجزري الرقي: ثقة فقيه، في حديثه عن ابن عقيل شيء. التهذيب (٣/٢٤)]:
ورواه ابن الأصبهاني [محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي: ثقة ثبت]، قال: أنا شريك صدوق، سيئ الحفظ:
كلاهما عبيد الله بن عمرو الرقي، وشريك بن عبد الله النخعي، روياه: عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: أصابتني حاجة شديدة، فجئت رسول الله ﷺ أبثه ما بي من الحاجة، وأسأله مما في يديه، فوجدته في المسجد يقص على الناس، فسمعته يقول:«من استعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله»، قلت: ما قال رسول الله ﷺ هذا القول إلا من أجلي فرجعت ولم أسأله، حتى إذا احتجت جداً، جئت رسول الله ﷺ أبثه الذي بي، وأسأله مما في يديه، فوجدته في المسجد، فلما رآني قال: من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، فقلت: لأرجع ولا أكلمه، فرجعت، فأتاح الله لي رزقاً ما كنت أحتسبه. لفظ عبيد الله بن عمرو [عند ابن سعد].
ولفظ شريك: أصابتني حاجة بعد وفاة أبي، فأتيت النبي ﷺ أسأله مما في يديه، فوجدته على المنبر، فسمعته يقول:«من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يسألنا نعطيه»، قال: فرجعت؛ فوالله لأتاح الله لي رزقاً ما كنت أرجوه.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٥/ ٣٥٢ - ط الخانجي)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ٩٩٠/ ٤٢٦٩ - السفر الثاني).
قلت: حمزة بن أبي سعيد الخدري: لا يُعرف روى عنه سوى ابن عقيل، وذكره ابن حبان في الثقات [الطبقات لابن سعد (٥/ ٢٦٨)، الجرح والتعديل (٣/ ٢١١)، الثقات (٤/ ١٦٩)، التعجيل (٢٣٢)، الثقات لابن قطلوبغا (٤/٢٩)].
وعبد الله بن محمد بن عقيل: سبق الكلام عليه مراراً. [انظر مثلاً: الأحاديث المتقدمة برقم (٦١) و ١٢٦ و ٢٨٧ و (٦٣٠)، وانظر: فضل الرحيم الودود (٣/ ٣٤٨/ ٢٨٧)]، وأن حديثه إنما يُقبل أو يُرد بحسب القرائن، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يختلف عليه في الإسناد أو المتن، وإنما أتي من سوء حفظه واضطرابه في الأسانيد، وهذا الحديث قد توبع على أصله.
وعبيد الله بن عمرو الجزري الرقي: ثقة فقيه، كان راوية لزيد بن أبي أنيسة، وكان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري، لكن في حديثه عن ابن عقيل مقال، فقد روى