«يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبّره الله، وما أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هو خير وأوسع من الصبر».
قال الترمذي:«وهذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن مالك هذا الحديث: فلن أدخره عنكم، ويروى عنه: فلم أدخره عنكم، والمعنى فيه واحد، يقول: لن أحبسه عنكم».
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ١٣٢): «هكذا هذا الحديث في الموطأ، لم يختلف في شيء منه فيما علمت … ، وأما قوله: فلن أدخره عنكم، فإنه يريد: لن أستره عنكم وأمنعكموه، وأنفرد به دونكم ونحو هذا، وفي هذا الحديث: ما كان عليه رسول الله ﷺ من السخاء والكرم، … ، وما عليه ﷺ من إنفاذ أمر الله، وإيثار طاعته، وقسمة مال الله بين عباده، وقد فاز من اقتدى به فوزاً عظيماً، وفيه إعطاء السائل مرتين، وفيه الاعتذار إلى السائل، وفيه الحض على التعفف والاستغناء بالله عن عباده والتصبر، وأن ذلك أفضل ما أعطيه الإنسان، وفي هذا كله نهي عن السؤال، وأمر بالقناعة والصبر». • وانظر فيمن وهم في إسناده على مالك: ما أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار ٥ - مسند عمر [وفي إسناده أيوب بن سويد الرملي، وهو: ضعيف، صاحب مناكير. انظر: التهذيب (١/ ٢٠٤)، الميزان (١/ ٢٨٧)].
• تابع مالكاً عليه:
شعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، وصالح بن كيسان: عن الزهري، قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا سعيد الخدري أخبره؛ أن أناساً من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ، فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه؛ حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه «ما يكن عندي من خير لا أدَّخِرْه عنكم، وإنه من يستعفَّ يُعفّه الله، ومن يتصبر يُصبّره الله، ومن يستغن يُغْنِه الله، ولن تُعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر». لفظ شعيب [عند البخاري].
ولفظ معمر [عند أحمد]: جاء ناس من الأنصار فسألوه فأعطاهم، قال: فجعل لا يسأله أحد منهم إلا أعطاه؛ حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده:«وما يكون عندنا من خير فلن ندخره عنكم، وإنه من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ولن تُعطوا عطاءً خيراً وأوسع من الصبر».
أخرجه البخاري (٦٤٧٠)، ومسلم (١٠٥٣)، وأبو عوانة (٥/ ٣٠٨/ ٥٤٥٦ - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ١١٧/ ٢٣٤٨)، وأحمد (٣/ ٩٣/ ١١٨٩٠)(١٢٠٧٠ - ط المكنز)، وعبد الرزاق (١١/١٢/٢٠٠١٤)، وابن أبي الدنيا في القناعة والتعفف (٥٦)، وفي الصبر والثواب عليه (١)، وفي الفرج بعد الشدة (٣)، وأبو يعلى (٢/ ٥٠٥/ ١٣٥٢)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ١٨٩/ ٣٠٧٤)[وفي سنده تحريف]. والبيهقي في الشعب (١٤/ ٦٨/ ٩٢٥٧) و (١٤/ ٦٩/ ٩٢٥٨)، وفي الآداب (٧٥٧)،