كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٢٧ - باب كراهية المسألة - ج: 21 - ص: 254

وهذا إسناد ضعيف، وهو حديث صحيح، ضبطه ابن لهيعة، حيث توبع عليه، ولم يهم فيه؛ فهو من صحيح حديثه، وكما يهم الثقة؛ فإن الضعيف يضبط.

ورواه وهب بن جرير: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الله بن عامر، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ﴿إنما أنا خازن، وإنما يعطي الله، فمن أعطيته عطاء وأنا به طيب النفس بورك له فيه، ومن أعطيته عطاءً عن شَرَه نفس وشدة مسألة، فهو كالذي يأكل ولا يشبع﴾.

أخرجه أبو يعلى (١٣/ ٣٤٠/ ٧٣٥٤)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٧١/ ٨٧٢) [تحرف فيه حبيب إلى: خصيفة]. وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٩/ ٢٧٣). [المسند المصنف [(٢٤/ ٦٣٩/ ١١١٦٧)

قلت: يحيى بن أيوب الغافقي المصري: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيراً، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه وقد سبق ذكره مراراً في فضل الرحيم، انظر على سبيل المثال: الحديث رقم (١٥٨ و ١٨ و ١٣٣٣)، وما تحت الحديث رقم (٢٢٨) و (٣٣٥)، وانظر هناك ترجمته موسعة].

لكن يبدو أنه ليس من حديثه، وإنما هو حديث ابن لهيعة المتقدم، حيث تفرد به عنه دون بقية أصحابه الثقات من المصريين وغيرهم: أحد الغرباء، بل هو من رواية جرير بن حازم البصري عنه، قال ابن يونس: وحدث عنه الغرباء بأحاديث ليست عند أهل مصر عنه … ، وأحاديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب: ليس عند المصريين منها حديث، وهي تشبه عندي أن تكون من حديث ابن لهيعة، والله أعلم السير (٨/٦ و ٧)، تهذيب الكمال (٣١/ ٢٣٧)، التهذيب (٤/ ٣٤٣)]، وقد جزم أبو داود بأن أحاديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب إنما هي أحاديث ابن لهيعة، اشتبهت على وهب بن جرير، قال الآجري في سؤالاته (١٣٣٥): «سمعت أبا داود يحدث عن وهب بن جرير، عن أبيه، سمع يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني».

قال أبو داود جرير بن حازم روى هذا عن ابن لهيعة طلبتها بمصر فما وجدت منها حديثاً واحداً عند يحيى بن أيوب، وما فقدت منها حديثاً واحداً من حديث ابن لهيعة، أراها صحيفة اشتبهت على وهب بن جرير؛ قلت: فعاد بذلك إلى حديث ابن لهيعة، والله أعلم.

وانظر أيضاً: ما أخرجه أحمد (٤/ ١٠١)، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/١٠). [المسند المصنف (٢٤/ ٦٤١/ ١١١٦٨)].