• تابع شعبة عليه:
أ - شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، عن عاصم، عن أبي العالية، عن ثوبان، عن النبي ﷺ قال: «من يتكفل لي بواحدة وأتكفل له بالجنة؟»، قال ثوبان: أنا. قال: «لا تسأل الناس»؛ يعني شيئا، قال: نعم. قال: فكان لا يسأل.
أخرجه أحمد (٥/ ٢٧٥)، والطبراني في الكبير (٢/ ٩٨/ ١٤٣٤). [الإتحاف (٣/ ٥١/ ٢٥١٠)، المسند المصنف (٤/ ٤٨٧/ ٢٢٥٧)].
ب - معمر بن راشد [ثقة، ثبت في الزهري وابن طاووس]، عن عاصم بن سليمان، عن أبي العالية، عن ثوبان؛ أن النبي ﷺ قال: «من يتكفل لي ألا يسأل شيئا، وأتكفل له بالجنة؟»، قال ثوبان مولى رسول الله ﷺ: أنا، قال: فكان يعلم أن ثوبان لا يسأل أحدا شيئا.
قال معمر: وبلغني أن عائشة كانت تقول: تعاهدوا ثوبان، فإنه لا يسأل أحدا شيئا، قال: وكانت تسقط منه العصا، أو السوط؛ فما يسأل أحدا أن يناوله إياه، حتى ينزل فيأخذه.
أخرجه معمر في الجامع (١١/ ٩١/ ٢٠٠٠)، ومن طريقه: البيهقي في الشعب (٦/ ٣٢٤٥/ ١١٦)، والبغوي في شرح السنة (٦/ ١١٧/ ١٦٢٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١١/ ١٧٤). [المسند المصنف (٤/ ٤٨٧/ ٢٢٥٧)].
ج - ولحديث ثوبان طرق أخرى:
أ - رواه معمر بن راشد، عن أيوب، عن أبي العالية، عن ثوبان؛ أن رسول الله ﷺ قال: «من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا، وأتكفل له بالجنة؟»، قال ثوبان: أنا، قال: فكان ثوبان لا يسأل أحدا شيئا.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٤٤ - مسند عمر).
قلت: هذا حديث غريب، تفرد به عن أيوب السختياني دون بقية أصحابه على كثرتهم: معمر بن راشد، وهو وإن كان ثقة في الزهري وابن طاووس؛ إلا أنه كان يضعف حديثه عن أهل العراق خاصة، وحديثه عن أهل البصرة فيه ضعف، وأيوب بصري. [انظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٧٤)]، وإنما يعرف هذا من حديث عاصم الأحول، لا من حديث أيوب السختياني.
كما أنه غريب من حديث عبد الرزاق عن معمر، تفرد به عنه محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي الغزال، قال النسائي: «ثقة»، وقال ابن أبي حاتم: «سمع منه أبي، وهو صدوق»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال مسلمة بن قاسم: «ثقة، كثير الخطأ» [التهذيب (٣/ ٦٣٤)، السير (١٢/ ٣٤٦)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٥٥٤)، ذيل الميزان (٦٥٢)]، قلت: وله أوهام على عبد الرزاق، ولعل هذه منها.
والمعروف في هذا عن عبد الرزاق عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي العالية، عن ثوبان، كما تقدم، والله أعلم.