للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٤٢/ ٢١٠٣ - السفر الثالث)، وإسناده صحيح، وكذلك رواه أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: «رُدِدتُ أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن من الطريق يوم الجمل واستصغرنا» [أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (١/ ٢٢٦/ ١٠٨٠)، وفي الكنى (٥١)، وإسناده صحيح]، وفي هذا ما يدل على أنه كان قد تجاوز العاشرة أو نحوها، وكذلك روى ابن أبي خيثمة (٢١٠٢) بإسناد صحيح إلى: علقمة بن وقاص الليثي، قال: «لما خرج طلحة والزبير وعائشة لطلب دم عثمان عرضوا من معهم بذات عرق، فاستصغروا عروة بن الزبير فردوه»، وهو يدل على نفس المعنى، وهو يؤيد ما حكاه مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: «أُخبر عبد الله بن الزبير بأخيه عروة بن الزبير مقدمه من أفريقية، وذلك سنة ست وعشرين من الهجرة» [التاريخ الكبير (٢/ ١٤١/ ٢١٠٠ - السفر الثالث) يعني: قبل مقتل أبيه الزبير بقرابة عشر سنين، وحكى بعضهم في ولادته أنها كانت سنة ثلاث وعشرين. [انظر: تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٤٤)]، فيكون له عند مقتل أبيه قرابة ثلاثة عشر عاماً؛ يعني: غلاماً يافعاً يعي ما يسمع ويحفظه ويؤيد هذا القول: ما نقل عن يحيى بن معين قوله: «وكان يوم الجمل ابن ثلاث عشرة، فاستصغروه فردوه» [التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٢/ ١٤٥/ ٢١٢١ - السفر الثالث)، تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٨٦)، تاريخ الإسلام (٢/ ١١٤٠ ط الغرب)، السير (٤/ ٤٢٣)]، وقال ابن عبد البر في التمهيد (٥/٨): «روي عنه أنه قال: أدركت حصار عثمان بن عفان. وكان يوم الجمل ابن ثلاث عشرة سنة، وولد سنة ست وعشرين من الهجرة»، وحسم ذلك الذهبي بقوله في السير (٤/ ٤٢٣): «فكل هذا مطابق؛ لأنه ولد في سنة ثلاث وعشرين»؛ يعني: أنه كان له عند مقتل أبيه ثلاث عشرة سنة، يحفظ عنه، وقد صح بذلك سماعه منه؛ ولذلك جزم بسماعه من أبيه البخاري، ومسلم، وأبو أحمد الحاكم، وابن منده، وأبو نصر الكلاباذي، والله أعلم.

ولا يُعارض هذا ما كان يتذكره من حال صباه مع أبيه، وتعلقه بشعر أبيه، وتنقيزه له، وما كان يرتجزه، فإنما كان يحكي ذكريات صباه مع أبيه، وإلا فإن له وقائع مع أبيه تثبت أنه كان يسمع منه ويحفظ، وينقل عنه، إلا أنه لم يحمل عنه علمه كله، فما فاته عنه بعلو أخذه من أخيه عبد الله بنزول، فلا يضر بعد ذلك لو أسقط ذكر أخيه؛ إذ قد علمنا الواسطة بينهما، والله أعلم، وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

وقد سبق أن بحثت تأريخ ولادته ووفاته في فضل الرحيم الودود (١٤/ ١٦٢/ ١٢٧٣)، وقلت في تأريخ ولادته: «واختلف في سنة ولادة عروة، وأرجح الأقوال في ولادته: أنه ولد في آخر خلافة عمر، سنة (٢٣)، وقيل: بعدها بست سنوات سنة (٢٩)، وكان غلاماً لم ينبت عند مقتل عثمان [تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٤٤)، التهذيب (٣/ ٩٤)]، ومن ثم فإنه لم يدرك عمر».

ثم إنه قد ثبت سماع عروة من أبيه الزبير بن العوام في بعض الروايات، مما يؤيد قول من أثبتوا له السماع من أبيه. [انظر مثلاً: ما أخرجه أحمد] (١/ ١٦٥/ ١٤١٨)،

<<  <  ج: ص:  >  >>