كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - هل الحج يدخل في مصرف سبيل الله؟ - ج: 21 - ص: 129

سبيل الله، قالت: فاشتد وجعي فلم أستطع أن أخرج مع رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ، فلما فرغ من حجته وقدم المدينة، دخلت عليه، وقد نقهت من وجعي، فقال النبي ﷺ: «ما منعك يا أم معقل أن تخرجين معنا في سفرنا هذا؟»، قلت: يا نبي الله كنا تهيأنا لذاك فأصابنا من هذه القرحة ما أصاب، فهلك منها أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نريد أن نحج عليه، فأوصى به حين حضرته الوفاة في سبيل الله، فقال رسول الله ﷺ: «فما منعك أن تخرجي عليه؟ فإن الحج من سبيل الله، أما إذا فاتتك هذه الحجة معنا يا أم معقل؛ فاعتمري عمرة في رمضان؛ فإنها كحجة». قال: وكانت أم معقل تقول: الحج حج والعمرة عمرة، وقد قال لي رسول الله ﷺ، فوالله ما أدري إلي خاصة فيما فاتني من الحج معه، أم للمسلمين عامة؟.

قال يوسف: حدثت مروان بن الحكم وهو على المنبر بهذا الحديث، عن أم معقل، فقال لي: ومن يحدث به عنها معك؟ فقلت: ابنها معقل بن أبي معقل، وهو من سراة قومه وخيارهم، فبعث إليه مروان فسأله، فحدثه مثل حديثي، ثم لا والله ما طابت نفس مروان حتى ركب إليها في الناس، فدخل عليها، فسألها فحدثته كما حدثتني. لفظ إبراهيم بن سعد [عند ابن أبي عاصم].

أخرجه أبو داود (١٩٨٩)، والدارمي (٢٠١٩ - ط البشائر)، وابن خزيمة (٤/ ٧٢/ ٢٣٧٦)، وابن أبي شيبة (٣/ ١٥٨/ ١٣٠٢٦)، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (٣١٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/٤٧/٣٢٤٥)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٥٣/ ٣٦٦)، وابن حزم في حجة الوداع (٣ - ٥)، والبيهقي (٦/ ٢٧٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٥٨). [التحفة (١٢/ ٢١٢/ ١٨٣٦١)، الإتحاف (١٨/ ٣١٤/ ٢٣٦٨٤)، المسند المصنف (٤٠/ ٦٠٠/ ١٩٤٦٦)]

قال البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٣٨٥) في ترجمة عيسى بن معقل: «عن جدته أم معقل، سمع منه: موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق»، وفيه إثبات سماع ابن إسحاق من عيسى بن معقل، كما ورد التصريح بالسماع عند ابن حزم في حجة الوداع.

• تنبيه: ما جاء في إسناد هذا الحديث: «يوسف بن عبد الله بن سلام، عن جدته أم معقل»؛ ظن بعضهم أن أم معقل هي جدة يوسف، وليس كذلك، فإن يوسف من بني إسرائيل وليس من العرب، وصحابيو هذا الحديث من أسد خزيمة من العرب، وهو أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد جاءت هذه العبارة مفسرة في رواية إبراهيم بن سعد [عند ابن أبي عاصم وابن حزم]: «عن أم معقل، جدة عيسى بن معقل»، وقال المزي في التحفة بعد العبارة الأولى: «يعني: جدة عيسى».

قلت: وفي هذه الرواية سمع هذا الحديث من أم معقل: يوسف بن عبد الله بن سلام، وابنها معقل بن أبي معقل، ومروان بن الحكم، ولم يروه هكذا عن يوسف سوى عيسى بن معقل.