في إسناد تفرد به عن أبي بكر بن عياش وخالف فيه الناس، وذكره ابن حبان في الثقات (٩/١٣)، فمثله لا يحتمل تفرده؛ فضلاً عن مخالفة الجمع الكبير من الثقات الحفاظ المتقنين.
قلت: ذكر أبي صالح في هذا الإسناد وهم، وسلوك للجادة.
والمحفوظ في هذا: إنما هو: أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة مرفوعاً.
• سئل الدارقطني في العلل (١٠/ ١٢٨/ ١٩١٦) (٥/ ٨٩/ ١٩١٦ - ط الريان)، عن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، قال رسول الله ﷺ: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي»، فقال: «يرويه أبو حصين، واختلف عنه؛
فرواه معلى بن منصور، وأسود بن عامر، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وكذلك قيل: عن يحيى بن أبي بكير، عن أبي بكر بن عياش، وقيل أيضاً: عن يحيى بن أبي بكير، عن قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
والمحفوظ: عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة.
وقال معلى بن منصور في حديثه: عن أبي بكر بن عياش، وقال مرة: عن سالم بن أبي الجعد».
قال ابن قدامة في المغني (٢/ ٤٩٥): «رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن. إلا أن أحمد قال: لا أعلم فيه شيئاً يصح، قيل: فحديث سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة؟ قال: سالم لم يسمع من أبي هريرة».
فهذه علة، وهي الانقطاع، وعلة أخرى: هل حفظه أبو بكر بن عياش؟ فإنه ثقة، لكن ساء حفظه لما كبر، وكتابه صحيح، ولعله أتي من سوء حفظه، والله أعلم.
* فقد رواه منصور بن المعتمر، واختلف عليه:
أ - رواه عبيد الله بن موسى [كوفي ثقة، قال أبو حاتم: «عبيد الله أثبتهم في إسرائيل». التهذيب (٣/٢٨)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٣٥)]، وعبد الرحمن بن مهدي [ثقة حجة]:
عن إسرائيل [ثقة]، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي».
أخرجه البزار (١٧/ ٨٨/ ٩٦٢٧)، والدارقطني (٣/٢١/١٩٨٩). [الإتحاف (١٤/ ٦٤١/ ١٨٣٩٠)]
قال البزار: «وهذا الحديث رواه ابن عيينة، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي عنه، والصواب: حديث إسرائيل، عن منصور، عن سالم، عن أبي هريرة رضي عنه،