كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٢٣ - باب من يعطى من الصدقة، وحد الغنى - ج: 21 - ص: 81

وحاصل ما تقدم: أن حديث عبد الله بن عمرو قد صح وثبت بمجموع هذه الطرق الثلاث:

أ - سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد العامري، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي». [وهو حديث صحيح].

ب - عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: «لا تنبغي الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي». [وهذا موقوف بإسناد صحيح، وله حكم الرفع].

ج - شميط والأخضر ابنا عجلان، عن عطاء بن زهير العامري، عن أبيه، قال: قلت لعبد الله بن عمرو: ما تقول في الصدقة، أي مال هي؟ قال: شر مال، إنما هي للعميان والعرجان والمنقطع بهم، قلت: فأخبرني عن العاملين عليها والمجاهدين في سبيل الله ﷺ، ما أحل لهم؟ قال: للعاملين عليها بقدر عمالتهم، وللمجاهدين في سبيل الله ما أحل لهم، «إن الصدقة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي». [وهذا موقوف بإسناد صالح في المتابعات، وله حكم الرفع].

• قال ابن قدامة في المغني (٢/ ٤٩٥): «رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن. إلا أن أحمد قال: لا أعلم فيه شيئاً يصح، قيل: فحديث سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة؟ قال: سالم لم يسمع من أبي هريرة».

قلت: قد تقدم لك بيان صحته، واشتهاره عن عبد الله بن عمرو، بأسانيد صحيحة يشد بعضها بعضاً، وتشهد بثبوت الحديث، وقد حسنه الترمذي والبغوي، وانتقاه ابن الجارود، وصححه ابن عبد البر، واحتج به الشافعي، وأبو داود.

وله شواهد:

١ - حديث أبي هريرة:

رواه أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي».

أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ٩٩/ ٢٥٩٧)، وفي الكبرى (٣/ ٧٩/ ٢٣٨٩)، وابن ماجه (١٨٣٩)، وابن حبان (٨/ ٨٤/ ٣٢٩٠)، وابن الجارود (٣٦٤)، وأحمد (٢/ ٣٧٧ / ٨٩٠٨) و (٢/ ٣٨٩/ ٩٠٦١)، ويحيى بن معين في الثاني من فوائده (٣٣)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٢٤/ ١٠٦٦٤) (٧/ ٣٧٥/ ١٠٩٧٢ - ط الشثري)، و (٧/ ٣٢٣/ ٣٦٥٠٧)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٤٥٨/ ١٧٢٠ - السفر الثاني)، والبزار (١٧/ ٨٩/ ٩٦٢٨)، وأبو يعلى (١١/ ٢٨٦/ ٦٤٠١)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٧٤٥ - الجزء المفقود)، وأبو عروبة الحراني في جزء من حديثه (١٥ - رواية الأنطاكي)، والطحاوي (٢/١٤)، ومحمد بن مخلد الدوري في المنتقى من حديثه (١٥٥)، والدارقطني (٣/٢٢/١٩٩٠)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٠٨)، وفي ذكر من اسمه شعبة (٢٦)، والبيهقي في السنن