وقال الطحاوي في المشكل:«تأملنا هذا الحديث في إسناده، فوجدنا فيه عن رجلين من قوم عبيد الله بن عدي لم يسمهما، فيعلم بذلك أنهما من أصحاب رسول الله ﷺ، فيجب قبول ما رويا، وقد يحتمل أن لا يكونا من أصحابه وكانا من الأعراب ممن اعترضه في الصدقة، … ».
وقال بصحته: ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١٠٩).
وقال النووي في المجموع (٦/ ١٨٩): «هذا الحديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بأسانيد صحيحة، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، … »، فذكره.
وقال في موضع آخر (٦/ ٢٢٨): «هذا الحديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح».
وقال في تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٣١٣): «الحديث متصل، مشهور بالاتصال عن عبيد الله بن عدي، قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي ﷺ في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فينا البصر وخفضه فرآنا جلدين، فقال: «إن شئتما أعطيتكما، ولا حظَّ فيها لغني ولا لقوي مكتسب»، هكذا رواه أبو داود، والنسائي، وغيرهما بأسانيد صحيحة، والرجلان المبهمان لا تضر جهالة أعيانهما؛ لأنهما صحابيان، والصحابة كلهم عدول».
وكان قال قبل ذلك:«عبيد الله بن عدي بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي المدني التابعي: أدرك زمن النبي ﷺ، ولم يرو عنه شيئاً، ولم تثبت رؤيته».
وصحح إسناده: ابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ١٦٩)، والذهبي في التنقيح (٣٢٨)، وجوده ابن كثير في تفسيره (٤/ ١٦٦)، وقال ابن الملقن في البدر المنير (٧/ ٣٦١): «هذا الحديث صحيح».
قلت: عبيد الله بن عدي بن الخيار: مدني، تابعي، ثقة، من كبار التابعين، ولد على عهد رسول الله ﷺ، وأبوه من أصحاب النبي ﷺ، وهو ابن أخت عثمان بن عفان، وكان من فقهاء قريش وعلمائهم، وقد أدرك أصحاب النبي ﷺ متوافرين، ثبت أن عثمان بن عفان له قال له: ابن أخي، أدركت رسول الله ﷺ؟ قال ابن الخيار: فقلت له: لا، ولكن خلص إليَّ من علمه واليقين، ما يخلص إلى العذراء في سترها [أخرجه أحمد في المسند (٤٨٠) بإسناد صحيح. وأخرجه أيضاً: البخاري في صحيحه (٣٦٩٦ و ٣٨٧٢)، وانظر أيضاً ما يدل على أنه كان رجلاً كبيراً وقت عثمان: ما أخرجه البخاري (٦٩٥)]؛ فدل ذلك على أنه كان رجلاً كبيراً في وقت عثمان يحتمل إدراك النبي ﷺ، قال ابن حجر في الإصابة: ومراده: أنه لم يدرك السماع منه؛ بقرينة قوله:«ولكن خلص إليَّ من علمه»، وقد روى عن عمر وعثمان وعلي والمقداد وغيرهم، وروى عنه جمع من التابعين،