مصعب: ثنا حماد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «من سأل الناس وهو غني، جاء يوم القيامة وفي وجهه كدوح وخدوش»، فقيل: يا رسول الله، ما غناه؟، قال: «أربعون درهماً، أو قيمتها ذهباً».
أخرجه الدارقطني (٣/٢٨/٢٠٠٢). [الإتحاف (١٠/ ٣٢٦/ ١٢٨٦٦)].
قلت: قد وهم فيه: محمد بن مصعب القرقساني، وهو: لا بأس به، كان سيئ الحفظ، كثير الغلط [التهذيب (٣/ ٧٠٢)، سؤالات البرذعي (٤٠٠)]، حيث سلك فيه الجادة والطريق السهل، فجعله عن حماد بن سلمة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، ولا يُعرف من حديث أبي إسحاق السبيعي؛ إنما هو حديث حكيم بن جبير، وبه يُعرف.
فقد رواه يحيى بن آدم [ثقة حافظ]، ومحمد بن سابق [صدوق]، وحماد بن سلمة [ثقة] [وعنه: عبد الواحد بن غياث، وهو بصري صدوق، وروايته عن حماد هي المحفوظة]:
عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «من سأل الناس وهو غني، جاء كدوحاً أو خموشاً في وجهه يوم القيامة»، قالوا: يا رسول الله ما الغنى عنه؟، قال: «خمسون درهماً، أو قيمتها ذهباً».
أخرجه ابن حبان في المجروحين (١/ ٢٤٦ - ٢٤٧) (١/ ٣٠٠ - ط الصميعي)، والدارقطني (٣/٢٩/٢٠٠٣)، وأبو الحسن العيسوي في فوائده (٩).
قال الدارقطني في السُّنن: الأول وهم؛ قوله: عن أبي إسحاق، وإنما هو: حكيم بن جبير، وهو ضعيف، تركه شعبة وغيره.
ونقله ابن حجر عنه في الإتحاف (١٠/ ٣٢٧/ ١٢٨٦٦)، بلفظ: «قوله: عن أبي إسحاق؛ وهم، وإنما رواه إسرائيل عن حكيم بن جبير، وحكيم ضعيف لا يحتج به، تركه يحيى بن سعيد وغيره.
وقال الدارقطني في العلل (٥/ ٢١٥/ ٨٢٩): «ورواه محمد بن مصعب القرقساني،
عن حماد بن سلمة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.
ووهم في قوله: عن أبي إسحاق، وإنما رواه إسرائيل، عن حكيم بن جبير».
هكذا قال الدارقطني.
وقال ابن حبان في المجروحين: هكذا حدَّثنا الساجي، عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير نفسه، ولقد أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي: ثنا عبد الواحد بن غياث: ثنا حماد بن سلمة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حكيم بن جبير، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مثله.
وهذا أشبه. وليس له طريق يعرف ولا رواية إلا من حديث حكيم بن جبير».