مشهور ثقة، أحد رواة سنن سعيد بن منصور، وأحد المكثرين عنه [السير (١٣/ ٥٧١)، تاريخ الإسلام (٦/ ٨٩٨ - ط الغرب)]، وقد أكثر الحاكم من إخراج حديث سعيد بن منصور من طريقه، بل أكثر من إخراج حديث سعيد بهذه السلسلة: علي بن عيسى الحيري: ثنا أحمد بن نجدة القرشي: ثنا سعيد بن منصور، وهذا مما يدل على وقوع سقط قديم في المستدرك، حيث سقط من السند:«سعيد بن»، وجُعل عن منصور هكذا، وإنما هو سعيد بن منصور، والله أعلم.
• تنبيه آخر: جاء في رواية العطار [عند الطبراني]: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بني تميم ثلاثة أشياء، لا أزال أحبهم أبداً؛ أنت رسول الله ﷺ نَعَمُ من نَعَمِ الصدقة من بني تميم، فقال:«هذه نَعَمُ قومي»، جعلهم قومه، وكان على عائشة نذر على أن تعتق من ولد إسماعيل، فأقبل عليه سبي من خولان، فقال رسول الله ﷺ:«أعتقي منهم، فإنهم من ولد إسماعيل، وهم أشد الناس على الدجال». يعني: بني تميم.
قلت: الصحيح أنه لما جاء سبي خولان لم يأذن رسول الله ﷺ لعائشة أن تبتاع منهم كما جاء في رواية: عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، حتى جاء سبي بني العنبر، وهم بطن من تميم، فأذن لها، والعطار: ضعيف، لا يتابع عليه، والله أعلم.
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا مسلمة بن علقمة».
وقال العقيلي:«ولمسلمة بن علقمة عن داود مناكير، وما لا يتابع عليه من حديثه كثير، وقد روي هذا من حديث جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ نحوه».
وخالفه الدارقطني، فقال في العلل (١١/١١٤/٢١٥٧): «حديث مسلمة بن علقمة: صحيح».
وقال الدارقطني في الأفراد (٥٣١٧ - أطرافه): «تفرد به داود بن أبي هند عنه [يعني: عن الشعبي]، وهو صحيح عنه، لم يروه عنه غير عبد الوارث بن سعيد، وتابعه مسلمة بن علقمة».
وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»؛ قلت: نعم؛ هو حديث صحيح، وقد أخرجه مسلم.
قلت: مسلمة بن علقمة: لا بأس به لين الحديث في ابن أبي هند، يروي عنه مناكير، لكنه هنا قد ضبط عنه هذا الحديث، فقد توبع عليه: تابعه عبد الوارث بن سعيد، وهو: ثقة ثبت:
• رواه عبد الصمد بن عبد الوارث [ثقة]: حدثني أبي حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي هريرة، قال: لا أبغض بني تميم بعد ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله ﷺ، سمعته يقول:«هم أشد الناس على الدجال قتالاً في الملاحم»، وجيء