• وروى عبد الرحمن بن مهدي، وسليمان بن حرب، وقتيبة بن سعيد [وهم ثقات أثبات، وفيهم اثنان من أثبت الناس في حماد]:
عن حماد بن زيد، عن أيوب، قال: سمعت أبا رجاء [العطاردي]، يقول: سمعت ابن عباس يخطب على المنبر [يعني: منبر البصرة]، وهو يقول: صدقة الفطر صاع من طعام.
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/٥٠/٢٥١٠)، وفي الكبرى (٣/٤٠/٢٣٠١)، وسحنون في المدونة (١/ ٣٩٢)، وابن حزم في الإحكام (٢/ ١٣٢)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٦٧) [التحفة (٤/ ٦٥٢/ ٦٣٢١)، المسند المصنف (١٢/٤٤/٥٧٠٢)].
قلت: وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح.
قال النسائي: «هذا أثبت الثلاثة»؛ يعني: أثبت من حديث الحسن، وابن سيرين.
وقال البيهقي: «هذا هو الصحيح؛ موقوف».
• خالفهم فوهم في رفعه:
عبد الله بن الجراح [القُهْستاني: صدوق]: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي رجاء العطاردي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «أدوا صاعاً من طعام». يعني: في الفطر.
أخرجه أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي في حديثه (٣٢) (٩٨٢ - فوائد ابن منده)، وأبو نعيم في الحلية (٣/١٢) و (٦/ ٢٦٢)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٦٧)، وفي الخلافيات (٤/ ٤٣٩/ ٣٤٢٢)، والضياء في المختارة (١٣/١٠/٣).
قال أبو نعيم: «غريب من حديث حماد وأيوب، ولا أعلم له راوياً إلا عبد الله بن الجراح».
قلت: وهم عبد الله بن الجراح في رفع هذا الحديث، إنما هو موقوف على ابن عباس، هكذا رواه موقوفاً عن حماد بن زيد عبد الرحمن بن مهدي، وهو: ثقة ثبت، حافظ إمام، أثبت الناس في حماد بن زيد، قال أبو حاتم الرازي: «عبد الرحمن بن مهدي: أثبت أصحاب حماد بن زيد، وهو إمام ثقة، أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، وكان عرض حديثه على سفيان الثوري» [الجرح والتعديل (١/ ٢٥٥) و (٥/ ٢٩٠)، تاريخ بغداد (١١/ ٥١٢ - ط الغرب)، التهذيب (٢/ ٥٥٧)]، وأوقفه أيضاً عن حماد: سليمان بن حرب، وهو: ثقة حافظ، لزم حماد بن زيد تسع عشرة سنة [التهذيب (٢/ ٨٨)]، وقتيبة بن سعيد، وهو: ثقة ثبت. فلا شك إذاً في وهم من رفع هذا الحديث.
وحاصل ما تقدم من طرق حديث ابن عباس:
أ - روى حميد الطويل، عن الحسن، قال: قال ابن عباس - وهو أمير البصرة - في آخر الشهر: أخرجوا زكاة صومكم، فنظر الناس بعضهم إلى بعض، فقال: من ها هنا من أهل المدينة؟ قوموا فعلموا إخوانكم، فإنهم لا يعلمون؛ أن هذه الزكاة فرضها رسول الله ﷺ