قلت: هذا حديث منكر، تفرد به عن الزهري بهذا اللفظ: يحيى بن جُرجة المكي، وهو: ليس بالقوي، وليس بذاك المشهور، ولا هو من أصحاب الزهري، وله أوهام عن الزهري [التعجيل (١١٥٦)، اللسان (٨/ ٤٢٣)].
و - وروى أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي [ثقة حافظ. تاريخ بغداد (١٤/ ٢٨٥)، السير (١٢/ ٦٣١)، تاريخ الإسلام (٢٠/ ٤٩٢)]: ثنا بكر بن الأسود: ثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة؛ أن النبي ﷺ حض على صدقة رمضان، [فقال]: «على كل إنسان: صاع من تمر، أو صاع من شعير، أو صاع من قمح».
قلت: وهم بوصله بكر بن الأسود، أبو عبيدة الناجي، وهو: ضعيف، لا يتابع على ما يرويه من المسند على قلته، كذبه بعضهم. [انظر: التاريخ الكبير (٢/ ٨٧)(٢/ ٤٥٧/ ١٧٧٥ - ط الناشر المتميز)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٨٢)، تاريخ ابن معين للدوري (٢/ ٦١ و ٦٢)، سؤالات ابن الجنيد (٧٨١)، سؤالات ابن محرز (٢/ ٣٨١)، سؤالات ابن أبي شيبة (٤٩)، ضعفاء النسائي (٨٥)، ضعفاء العقيلي (١/ ١٤٧)(١/ ٣٣٠ - ط التأصيل)، الثقات (٨/ ١٤٩)، المجروحين (١/ ١٩٦)، الكامل لابن عدي (٢/٢٨)، ضعفاء الدارقطني (١٣١)، تعليقات الدارقطني على المجروحين (٣٣)، اللسان (٢/ ٣٣٧)، وغيرها].
• خالفه فأرسله:
هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، يرفعه؛ أنه سئل عن صدقة الفطر، فقال:«عن الصغير والكبير، والحر والمملوك، نصف صاع من بر، أو صاع من تمر، أو شعير».
وفي رواية لهشيم: قال: إن لم أكن سمعته من الزهري؛ فأخبرني به سفيان بن حسن، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي ﷺ، بمعناه.
أخرجه أبو داود في المراسيل (١٢٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٩٦/ ١٠٣٣٧)(٦/ ٢٨٥/ ١٠٦٢٨ - ط الشثري). [التحفة (١٢/ ٣٢٩/ ١٨٧٣٥)].
قلت: سفيان بن حسين: ثقة في غير الزهري؛ فإنه ليس بالقوي فيه، وهو مع ذلك كثير المتابعة لأصحاب الزهري، وقد أصاب في إرساله لهذا الحديث، فقد تابعه على الإرسال جماعة من ثقات أصحاب الزهري.