قلت: وهذا اضطراب من نعيم بن حماد في إسناد الحديث ومتنه، يدل على عدم ضبطه له، وهو من دلائل سوء حفظه.
قال البيهقي في الخلافيات (٤/ ٤٣٣): «ورواه علي بن صالح، عن يحيى بن جرجة وليس بشيء، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير؛ أن رسول الله ﷺ خطب … ، فذكره، وقال فيه: «إن صدقة الفطر مدان من بر عن كل إنسان».
وروي عن ابن عيينة، عن الزهري، عن ابن أبي صعير، قال: كنا نخرج على عهد عمر ﵁ نصف صاع من بر.
قال محمد بن يحيى: لا أدري ما هذا! هذا منكر الإسناد والمتن، وهذا مما أراه لم يسمعه من الزهري».
قال البيهقي: «وروي عنه، عن الزهري، عن ابن أبي صعير، عن أبي هريرة رواية، فذكره مختصراً، ليس فيه ذكر البر. ثم قال: أخبرت عن الزهري.
قد ذكرنا ما انتهى إلينا من الاختلاف فيه على الزهري في إسناده ومتنه، وبمثل ذلك لا تقوم الحجة».
قلت: هذا حديث منكر؛ لا يُعرف من حديث سفيان بن عيينة، وهو كثير الأصحاب جداً، روى عنه خلائق لا يحصون منهم جماعة من كبار الأئمة والنقاد والمصنفين، مثل: الشافعي، وأحمد، والحميدي، وابن المديني، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، وعمرو بن علي الفلاس، وإسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وجماعة كثيرة من ثقات أصحابه المكثرين عنه، وغيرهم كثير.
فكيف ينفرد دونهم بهذا الحديث عن ابن عيينة؛ نعيم بن حماد على ضعفه، وقلة ما يروي عن ابن عيينة؟! وقد أنكره محمد بن يحيى الذهلي.
هـ - ورواه إبراهيم بن مهدي [المصيصي: صدوق]: ثنا المعتمر بن سليمان [ثقة]، قال: أنبأني علي بن صالح [المكي: مجهول. التهذيب (٣/ ١٦٨)]، عن يحيى بن جرجة، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير؛ أن رسول الله ﷺ خطب قبل العيد بيوم أو اثنين، فقال: «إن صدقة الفطر مُدَّان من بر، عن كل إنسان، أو صاع مما سواه من الطعام».
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٥٨٤/ ١١٥٢)، والدارقطني (٣/ ٢١١١/ ٨١)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٦٠٣/ ٤٠٣٤). [الإتحاف (٦/ ٥٤٠/ ٦٩٥٨)].
قال الدارقطني: «ابن جرجة: ليس بقوي، رواه غير واحد، عن الزهري، عن ابن ثعلبة، عن أبيه» [الإتحاف (٦/ ٥٤٠/ ٦٩٥٨)].
وقال البيهقي في الخلافيات (٤/ ٤٣٣): «ورواه علي بن صالح، عن يحيى بن جرجة وليس بشيء، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير؛ أن رسول الله ﷺ خطب … ، فذكره، وقال فيه: إن صدقة الفطر مدان من بر عن كل إنسان».