للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يروه عن ابن بكير أحد من ثقات أصحابه المكثرين عنه، وقد روى عن ابن بكير جمع كبير من الثقات والحفاظ والمصنفين مثل: أبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي بكر ابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وأبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن يحيى الذهلي، ودحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، وعمرو ابن السرح المصري، وأحمد بن منصور الرمادي، وابن أبي داود وغيرهم كثير، وقد أعرض عن حديثه هذا الشيخان، واقتصرا على إخراجه من طريق غيره عن الليث عن نافع، مثل رواية الجماعة عن نافع.

ولم أجد فيمن أخرجه أحداً أقدم وفاة من الدارقطني وعليه فإن إعراض قدماء المصنفين عن هذا الحديث مع ما اشتمل عليه من الزيادة في المتن والإسناد؛ لمما يجعل النفس لا تطمئن إلى ثبوته، لا سيما وقد أخرج البخاري في صحيحه حديثاً آخر بهذا الإسناد، عن يحيى بن بكير بمتابعة عبد الله بن يوسف التنيسي (٩٨٢ و ٥٥٥٢)، كما علق بهذه الترجمة في موضعين من الصحيح بعد الحديثين رقم (١١٧٣ و ١٦٠٤)، وقد أكثر البخاري من إخراج حديث يحيى بن بكير عن الليث عن شيوخه؛ فلماذا أعرض عن حديثه هذا، وقد زاد في الإسناد رجلاً، وفي المتن زيادة فيها متابعة لحديث مالك؟!!!.

ثم إن يحيى بن بكير ليس متفقاً على توثيقه والاحتجاج به، فإنه وإن وثقه جماعة، فقد ضعفه النسائي، وقال فيه مرة: «ليس بثقة»، ولم يخرج له شيئاً [التهذيب (٤/ ٣٦٨)].

فهو حديث غريب غريب.

٢ - وروى ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن عبد الله بن عمر؛ أن رسول الله فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين؛ حر أو عبد، أو رجل أو امرأة، صغير أو كبير: صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير.

أخرجه مسلم (١٦/ ٩٨٤)، وأبو عوانة (٧/ ٢٩٤/ ٢٨٤١ و ٢٨٤٢)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٦٢/ ٢٢١٢)، وابن خزيمة (٤/ ٨٣/ ٢٣٩٨)، وابن حبان (٨/ ٩٥/ ٣٣٠٢)، والدارقطني (٣/ ٦٣/ ٢٠٧١)، وابن حزم في المحلى (٤/ ٢٣٨)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٦٢)، وفي الخلافيات (٤/ ٤١١/ ٣٣٧٧)، وفي فضائل الأوقات (١٤٨)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ١٦٧/ ١١١٠)، والجوزقاني في الأباطيل (٢/ ١٠١/ ٤٦٥)، وقال: «هذا حديث صحيح». [التحفة (٥/ ٤١٣/ ٧٧٠٠)، الإتحاف (٩/ ١٠٦/ ١٠٥٩٤)، المسند المصنف (١٤/ ٤٦١/ ٧٠٥٤)].

زاد بعضهم في آخره [عند البيهقي]: قال ابن أبي فديك: «والحنطة عندنا بمنزلة التمر والشعير» [ولا تثبت عندي هذه الزيادة حيث تفرد بها عن ابن أبي فديك دون بقية من رواه عنه من الثقات والحفاظ: أبو عتبة الحجازي الحمصي أحمد بن الفرج: ضعفه أهل بلده: محمد بن عوف، وابن جوصاء، وغيرهما، وخفي أمره على الغرباء؛ فحسنوا الرأي فيه، وأهل بلد الرجل أعلم بحاله من غيرهم. انظر: اللسان (١/ ٥٧٥) وغيره].

<<  <  ج: ص:  >  >>