للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• خالفهم جميعاً فلم يجاوز به الزهري، جعله من قوله مقطوعاً عليه: زياد بن سعد:

رواه مالك، عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب، أنه قال: لا يؤخذ في صدقة النخل: الجعرور، ولا مُصرانُ الفارة، ولا عَذْقُ ابن حبيق.

قال: وهو يُعَدُّ على صاحب المال، ولا يؤخذ منه في الصدقة.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٣٦٣/ ٧٢٥ - رواية يحيى الليثي) (٧٠٧ - رواية أبي مصعب الزهري)، وعنه: الشافعي في الأم (٣/ ٧٩/ ٨٠٤)، ومن طريق مالك: أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٥٤١)، وابن زنجويه في الأموال (١٩٤٥)، والبيهقي في المعرفة (٦/ ١٠٦/ ٨١٦٣).

قلت: مالك شديد الاحتياط، وهو من أثبت الناس في الزهري، وقد ارتضى زياد بن سعد ثبتاً بينه وبين الزهري في هذا الحديث، وزياد بن سعد: ثقة ثبت في الزهري، قال سفيان بن عيينة صاحب الزهري: «كان عالماً بحديث الزهري»، وقال أيضاً: «كان أثبت أصحاب الزهري» [التهذيب (١/ ٦٤٧)].

قلت: ومع كون زياد بن سعد هو أثبت من روى هذا الحديث عن الزهري، وارتضى مالك روايته عن الزهري من طريقه، فإن يونس بن يزيد، وهو ثبت في الزهري قد زاد فيه الرفع، فجعله مرسلاً، لكنه لم يجاوز به الزهري، وهذا مما يجعلنا نقبل رواية من زاد في الإسناد رجلاً؛ بحيث لا يخرجه عن الإرسال، وإنما يبين المصدر الذي تلقى منه الزهري هذا المرسل، وهو أبو أمامة بن سهل بن حنيف، كما جاء في رواية ثلاثة، وهم: سليمان بن كثير، ومحمد بن أبي حفصة، وعبد الجليل بن حميد اليحصبي:

رووه عن الزهري، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، في هذه الآية التي قال الله ﷿: ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾، قال: هو الجعرور، ولون حبيق، فنهى رسول الله أن يؤخذا في الصدقة.

وتابعهم سفيان بن حسين؛ إلا أنه وهم بوصله، والله الموفق للصواب.

ومما يدل على قبول القولين عن الزهري، وهما: مرسله، ومرسل أبي أمامة: ترجيح الدارقطني لرواية عبد الجليل، وإخراج النسائي وابن خزيمة لمرسل أبي أمامة، والله أعلم.

• والحاصل: فإنه حديث مرسل.

• وممن روى ذلك في سبب نزول الآية:

١ - روى عصام بن رواد [العسقلاني: صدوق. الجرح والتعديل (٧/٢٦)، الثقات (٨/ ٥٢١)، الإرشاد (٢/ ٤٧٠)، اللسان (٥/ ٤٣٤)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ١٢٥) قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني، قال: سألت علياً عن قول الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٢٦٧]، قال: فقال علي: نزلت هذه الآية

<<  <  ج: ص:  >  >>