قال أبو زرعة: الصحيح عندي: عن الزهري؛ أن النبي ﷺ؛ فإنه تابع يونس الأوزاعي وعقيل، فقالا: عن الزهري؛ أن النبي ﷺ، ولا أعلم أحداً تابع عبد الرحمن بن إسحاق في هذه الرواية.
قال أبي: الصحيح عندي - والله أعلم -: عن الزهري عن سعيد بن المسيب؛ قال: كان يخرص العنب كما يخرص التمر؛ كذا رواه بعض أصحاب الزهري».
وقال ابن حزم في المحلى (٤/٢٧): «وآخر من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وعبد الله بن نافع، وكلاهما في غاية الضعف. ومن طريق محمد بن مسلم الطائفي، وهو في غاية الضعف. ومن طريق عبد الملك بن حبيب الأندلسي عن أسد بن موسى، وهو منكر الحديث عن نصر بن طريف وهو أبو جزء، وهو ساقط ألبتة؛ كلهم يذكر عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أنه أمر بخرص العنب. وسعيد لم يولد إلا بعد موت عتاب بسنتين. وعتاب لم يوله النبي ﷺ إلا مكة ولا زرع بها، ولا عنب».
قلت: أثبت من روى هذا الحديث من أصحاب الزهري هو عقيل بن خالد، وتابعه عليه: الأوزاعي، وعليه فروايتهما أشبه بالصواب، ليس فيها ذكر سعيد، وتابعهما يونس بن يزيد على أصل إرساله، لكنه جعل أبا أمامة بن سهل يحدث في مجلس سعيد بن المسيب، وبهذه الرواية يتبين موضع الوهم الواقع في حديث عبد الرحمن بن إسحاق حيث قلب إسناده، وجعله للزهري عن سعيد؛ وإنما هو لأبي أمامة حدث به في مجلس سعيد؛ هذا لو قلنا بأن رواية يونس هي المحفوظة!.
فإذا نظرنا إلى رواية ابن جريج وجدناها أشبه برواية عقيل والأوزاعي، حيث جعله من مرسل الزهري بدون ذكر سعيد فيه.
وبهذا يمكن الجزم بوهم رواية محمد بن صالح التمار الموصولة، وقد جزم بخطئها أبو حاتم وأبو زرعة، مع الجزم أيضاً بوهم رواية عبد الرحمن بن إسحاق حيث خالفت رواية الجماعة بعدم ذكر سعيد في الإسناد، والأشبه بالصواب: رواية عقيل والأوزاعي وابن جريج في جعل هذا الحديث من مراسيل الزهري، ليس فوقه أحد، والله أعلم.
وعليه: فالمحفوظ في هذا الحديث مرسل ابن شهاب الزهري.
رواه عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، قال: مضت السُّنَّة في زكاة الكرم أن يخرص كما يخرص النخل، ثم تؤدى زبيباً كما تؤدى زكاة النخل تمراً، قال: فتلك السُّنَّة من رسول الله ﷺ في النخل والكرم.
• ولو فرضنا أن يونس بن يزيد قد حفظ عن الزهري:
حيث رواه يونس، عن الزهري، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب قال: مضت السُّنَّة أن لا تؤخذ الزكاة من نخل ولا عنب، حتى يبلغ خرصها خمسة أوسق. قال الزهري: ولا نعلم يخرص من الثمر إلا التمر والعنب.
فإن له وجهاً؛ حيث زاد في الإسناد رجلاً، وهو أبو أمامة بن سهل بن حنيف، وهي