قال العجلي: ثنا عبد الملك بن محمد بن أبي بكر، عن عمه عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن عائشة ﵂، قالت: قال رسول الله ﷺ: «تؤخذ صدقات أهل البادية على مياههم وأفنيتهم».
وفي رواية عبد العزيز:«تؤخذ صدقات المسلمين من أموالهم على مياههم وأفنيتهم».
وقال: عن عبد الملك بن محمد بن عمرو بن حزم؛ فنسبه لجده الأعلى.
أخرجه ابن الجارود (٣٤٦)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢١٢/ ٥١١٥)، والبيهقي (٤/ ١١٠)(٨/ ٩٩/ ٧٤٣٧ - ط هجر). [الإتحاف (١٧/ ١٢٨/ ٢١٩٩٣)].
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن أبي بكر إلا عبد الملك بن محمد بن أبي بكر، تفرد به: عبد الله بن صالح».
قلت: لم ينفرد به عبد الله بن صالح العجلي، وهو: ثقة، بل تابعه: عبد العزيز بن محمد الأزدي له أوهام، وليس بالمشهور.
لكن تفرد به عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المدني دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: ابن أخيه عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أبو طاهر الأنصاري المدني: قال الخطيب: «كان ثقة»، وقال ابن سعد:«كان قليل الحديث»، وذكره ابن حبان في الثقات، ولي قضاء بغداد، وكان محموداً في ولايته، قال يحيى بن بكير:«كان متضلعاً بمذاهب أهل المدينة، عالماً بها، شديد التفقد للأيتام والأحباس، ضروباً لمن يرى منه خللاً». قلت: لكنه كان ممن يهم في الرواية أحياناً، مع قلة ما يروي، ليس له شيء في الكتب الستة [الطبقات الكبرى (٧/ ٣٢٣)، فتوح مصر (٢٧٣)، أخبار القضاة (٣/ ٢٣٧)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٦٩)، الثقات (٧/ ١٠٠)، علل الدارقطني (١٥/٢٩/٣٨٠٨)، تاريخ بغداد (١٢/ ١٥٥ - ط الغرب)، المنتظم (٩/٣٦)، تاريخ الإسلام (٤/ ٦٨٤ - ط الغرب)، التهذيب (٢/ ٦٠٩)، الثقات لابن قطلوبغا (٦/ ٤٦٤)].
فهو حديث غريب من حديث عروة عن عائشة، ثم من حديث عبد الله بن أبي بكر، والله أعلم.
* * *
١٥٩٢ - قال أبو داود: حدثنا الحسن بن علي: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: سمعت أبي، يقول: عن محمد بن إسحاق في قوله: «لا جَلَبَ ولا جَنَبَ»، قال: أن تُصدَّقَ الماشية في مواضعها، ولا تُجلب إلى المصدّق، والجَنَبُ عن هذه الفريضة أيضاً: لا يُجنَبُ أصحابها، يقول: ولا يكون الرجل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة فتجنب إليه، ولكن تؤخَذُ في موضعه.