رواه عن الليث بن سعد قتيبة بن سعيد [واللفظ له] [عند أبي داود، والبخاري (٧٢٨٤ و ٧٢٨٥)، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وغيرهم]، ويحيى بن عبد الله بن بكير [وقال: عناقاً] [عند البخاري (٦٩٢٤ و ٦٩٢٥)، والبيهقي (٤/ ١١٤) و (٧/٣)]، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم [وقال: عقالاً][عند أبي عوانة واللالكائي]، وأبو صالح عبد الله بن صالح [وقال: عناقاً][عند الطحاوي][وهم جميعاً ثقات، عدا الأخير ففيه كلام يسير].
قال البخاري:«قال ابن بكير، وعبد الله، عن الليث: عناقاً، وهو أصح».
قال ابن حجر في التغليق (٥/ ٣٢١): «وقد وقع في هذا المكان من روايتنا من طريق أبي ذر: قال لي ابن بكير وعبد الله: عن الليث؛ فهو على هذا متصل» [وكذا وقع متصلاً عند البيهقي في السنن (٤/ ١٠٤)].
قلت: وهو كما قال البخاري، فإن الأكثر من أصحاب الزهري رواها: عناقاً، كما سيأتي بيانه في طرق الحديث، وهو ما يدل عليه أيضاً كلام أبي داود.
وقال الترمذي:«هذا حديث حسن صحيح.
وهكذا روى شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، وروى عمران القطان، هذا الحديث عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أبي بكر، وهو حديث خطأ، وقد خولف عمران في روايته عن معمر».
وقال ابن منده:«هذا إسناد مجمع على صحته من حديث الزهري وعنه مشهور، رواه يحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، ومحمد بن [أبي حَفْصَةَ]، وسليمان بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وكل هؤلاء مقبولة على رسمهم».
• تنبيه: نقل البيهقي عن أبي داود من رواية أبي بكر محمد بن بكر ابن داسة عنه؛ أقواله في هذا الحديث، واختلافهم على الزهري في هذه اللفظة، لكنه قال:«ورواه ابن وهب عن يونس عن الزهري قال: عقالاً، ورواه عنبسة عن يونس عن الزهري في هذا الحديث، قال: عناقاً. قال أبو داود وقال شعيب بن أبي حمزة ومعمر والزبيدي عن الزهري في هذا الحديث قال: لو منعوني عناقاً. ورواه رباح بن زيد عن معمر عن الزهري: عقالاً. وفي رواية أخرى عن رباح عناقاً. قال أبو داود: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: العِقال صدقة سَنَة، والعِقالان صدقة سنتين»، ثم قال البيهقي:«والعِناق لا يتصور أخذها إلا فيما ذكرنا، والله أعلم»؛ يعني فيما بوّب به، فقال: «باب الأمهات تموت وتبقى السخال نصاباً فيؤخذ منها [قلت: ورواية ابن داسة عندي أضبط من رواية اللؤلؤي، في نقل الاختلاف عن الزهري، لا سيما عن يونس، والله أعلم].
ثم قال البيهقي في موضع آخر (٧/٤) اختلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري، فقيل عنه: عناقاً، وقيل: عقالاً».