للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يزيد، وأما حديث الزهري عن سالم عن أبيه، فهو كما يرويه معمر بن راشد؛ قلبه صالح بن أبي الأخضر، وهذا من شواهد ضعفه، والله أعلم [راجع: فضل الرحيم الودود (٤/ ٣١٧/ ٣٨٢)، انظر: علل الدارقطني (١٣/ ١٤٤/ ٣٥٢١)].

ورواه عبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وصخر بن جويرية، وعبد الله بن عون [وهم من ثقات أصحاب نافع، ومن المقدمين فيه]، وجرير بن حازم [بصري، ثقة]، وعبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]:

عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنت أبيت في المسجد، ولم يكن لي أهل، فرأيت في المنام كأنما انطلق بي إلى بئر فيها رجال معلقين، فقيل: انطلقوا به إلى ذات اليمين، فذكرت الرؤيا لحفصة، فقلت: قصيها على رسول الله ، فقصتها عليه، فقال: "من رأى هذه؟ " قالت: ابن عمر، فقال رسول الله : "نعم الفتى"، أو قال: "نعم الرجل لو كان يصلي من الليل".

قال: وكنت إذا نمت لم أقم حتى أصبح، قال: فكان ابن عمر يصلي من الليل [لفظ أبي إسحاق الفزاري عن عبيد الله].

وفي رواية لأيوب: رأيت على عهد النبي كأن بيدي قطعة إستبرق، فكأني لا أريد مكاناً من الجنة إلا طارت إليه، ورأيت كأن اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النار، فتلقاهما ملك، فقال: لم تُرَعْ خلِّيا عنه، فقصت حفصة على النبي إحدى رؤياي، فقال النبي : "نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل"، فكان عبد الله يصلي من الليل.

وأما صخر فقد أطال في اقتصاص الرؤيا، فقال: إن رجالًا من أصحاب رسول الله كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله ، فيقصونها على رسول الله ، فيقول فيها رسول الله ما شاء الله، وأنا غلام حديث السن، وبيتي المسجد قبل أن أنكح، فقلت فى نفسي: لو كان فيك خيرٌ لرأيتَ مثل ما يرى هؤلاء، فلما اضطجعتُ ذات ليلة، قلت: اللُّهُمَّ إن كنتَ تعلم فيَّ خيرًا فأرني رؤيا، فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان، في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد، يقبلان بي إلى جهنم، وأنا بينهما أدعو الله: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من جهنم، ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد، فقال: لن تراع، نعم الرجل أنت، لو كنت تكثر الصلاة، فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم، فإذا هي مطوبة كطي البئر، لها قرون كقرن البئر، بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد، وأرى فيها رجالاً معلقين بالسلاسل، رءوسهم أسفلَهم، عرفتُ فيها رجالاً من قريش، فانصرفوا بي عن ذات اليمين.

فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله ، فقال رسول الله : "إن عبد الله رجل صالح، لو كان يصلي من الليل"، فقال نافع: فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة. [لفظه عند البخاري (٧٠٢٨ و ٧٠٢٩) (٧٠٣٢ - ط. التأصيل)، وبعض ألفاظه من رواية الكشميهني].

<<  <  ج: ص:  >  >>