الضريس [قاضي الري: كوفي، ثقة، والإسناد إليه ضعيف؛ فيه: محمد بن حميد الرازي، وهو: حافظ ضعيف، كثير المناكير]:
عن الزبير بن عدي [ثقة]، عن كلثوم [بن المصطلق]، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فأسلم عليه فيردَّ عليَّ، فأتيته فسلمتُ عليه وهو يصلي فلم يردَّ عليَّ، فلما سلم أشار إلى القوم، فقال: "إن الله عز وجل -يعني:- أحدث في الصلاة أن لا تكلموا إلا بذكر الله، وما ينبغي لكم [من تسبيح وتمجيد]، وأن تقوموا لله قانتين".
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ١٩/ ١٢٢٠)، وفي الكبرى (١/ ٢٩٨/ ٥٦٣) و (٢/ ٤٥/ ١١٤٤)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٥/ ٢٣٣/ ٥٥٢٦)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (٢٨٨ و ٢٨٩)، وابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٥٠٦)، وفي التمهيد (١/ ٣٥٥)، والحازمي في الاعتبار (٧٤ و ٧٧).
قال ابن عبد البر: "وهذا حديث مستقيم صحيح، في معنى حديث زيد بن أرقم، ليس فيه ما يخالفه".
وقال البيهقي: "وهذا حديث قد رواه محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام رحمه الله ... ، واحتج به، وقال: فهذا الخبر يبيِّن ويوضح أن المصلين إنما زُجروا عن الكلام في الصلاة إلا بذكر الله وما ينبغي للمصلي، والقراءةُ فيها مما ينبغي للمصلي أن يقرأ فيها".
قلت: إسناده صحيح؛ كلثوم بن المصطلق: سمع ابن مسعود، وروى عنه جماعة من الثقات، واحتج به النسائي وابن خزيمة، وصحح له ابن عبد البر، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ولا تصح له صحبة، وحديثه مستقيم [التاريخ الكبير (٧/ ٢٢٦)، الجرح والتعديل (٧/ ١٦٣)، الثقات (٥/ ٣٣٥)، الإصابة (٥/ ٦١٨ و ٦٦٧)، التهذيب (٣/ ٤٧٣)].
٥ - محمد بن الصلت أبو يعلى التَّوَّزي [صدوق]: نا عبد الله بن رجاء المكي، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن عبد الله بن مسعود، قال: لما قدمتُ من الحبشة أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمتُ عليه، فأشار إليَّ [وفي رواية: فأومأ برأسه].
زاد في رواية: "إن الله تبارك وتعالى يحدث في الليل والنهار ما يشاء"، ولم يذكر الإيماء، بل صرح بعدم الرد، ورواه بنحو رواية عاصم عن أبي وائل.
أخرجه البزار (٤/ ٢٦٩/ ١٤٣٨)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٩٤٨)، وابن الأعرابي في المعجم (٣٠٨ و ٣٢٩)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٢/ ٩٧٨٣)، وفي الأوسط (٦/ ٩٩/ ٥٩١٨)، وفي الصغير (٢/ ٩٣/ ٨٤٢)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (١/ ٥٠٢)، والبيهقي (٢/ ٢٦٠).
قال أبو عبد الله محمد بن معدان القطيعي [ثقة، وهو أحد رواة الحديث عن التوزي]: "فذكرته لعلي بن المديني، فأنكره، وقال: ليس فيه أبو هريرة".
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.