للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يا أمة الله! لا تؤذي الناس، لو جلست في بيتك، فجلست في بيتها، فمر بها رجل بعد ذلك، فقال: إن الذي نهاك قد مات فاخرجي، فقالت: والله ما كنت لأطيعه حياً وأعصيه ميتاً. لفظ القعنبي وأبي مصعب وابن بكير.

ولفظ يحيى: أن عمر بن الخطاب مرَّ على امرأة مجذومة تطوف بالبيت، فقال: يا أمة الله! اقعدي في بيتك، ولا تؤذي الناس، فلما توفي عمر بن الخطاب أتت، فقيل لها: هلك الذي كان ينهاك عن الخروج، قالت: والله لا أطيعه حياً وأعصيه ميتاً.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٥٦٧/ ١٢٧٥ - رواية يحيى الليثي) (٩١٧ - رواية القعنبي) (١٤٥٢ - رواية أبي مصعب) (ق ٦٥/ أ - موطأ ابن القاسم برواية ابن سحنون) (١٣٦٧ - رواية ابن بكير) (٦٢٥ - رواية الحدثاني) (٤٧٧ - رواية الشيباني).

ومن طريقه: ابن وهب في الجامع (٦٣٧ - الآداب)، وعبد الرزاق (٥/ ٢٨٣/ ٩٣٥١ - ط التأصيل الثانية)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٣٣٧/ ٦٩٢)، والخرائطي في اعتلال القلوب (٤٠٤)، وابن صخر في حديث مالك (٢٧).

وهذا موقوف على عمر بن الخطاب بإسناد منقطع، عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن عمر: مرسل قاله أبو زرعة [المراسيل (٤١٣). تحفة التحصيل (١٨١)].

• ورواه ابن أبي مسرة [أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة: ثقة مشهور]، قال: حدثنا يوسف بن كامل [العطار: روى عنه جمع كبير من الأئمة والمصنفين، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (٩/ ٢٢٨). الثقات (٩/ ٢٨٠)] قال: حدثنا نافع بن عمر [الجمحي: ثقة ثبت]، عن عمرو بن دينار، قال: إن امرأة أصيبت في الكعبة، فانكشف بعض ثيابها، فقال لها عمر : اجلسي في بيتك، فلما كان عثمان ، قال: إن شئت أن تخرجي فاخرجي … فذكر نحوه.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٣٣٨/ ٦٩٣).

وهذا منقطع، وسياق مالك أولى.

قال القنازعي في تفسير الموطأ (٢/ ٦٧٥): «إنما نهى عمر بن الخطاب المجذومة عن الطواف بالبيت من أجل أنها تؤذي الناس برائحتها، ونظرهم إليها، ولهذا الحديث منع الجذماء مشاهدة الجمع في الجوامع مع الناس».

وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٤٠٧): «وفي هذا الحديث من الفقه: الحكم بأن يحال بين المجذومين وبين اختلاطهم بالناس؛ لما في ذلك من الأذى لهم، وأذى المؤمن والجار لا يحل، وإذا كان أكل الثوم يؤمر باجتناب المسجد، وكان في عهد رسول الله ربما أخرج إلى البقيع، فما ظنك بالجذام، وهو عند بعض الناس يعدي، وعند جميعهم يؤذي.

وأما قول عمر للمرأة: لو جلست في بيتك؛ بعد أن أخبرها أنها تؤذي الناس، فإن ذلك كان منه - والله أعلم - من لين القول لها، والتعريض بأنه لم يكن يقدم إليها، ورحمها

<<  <  ج: ص:  >  >>