قال: قلت: رأيته عند المروة على ناقة، وقد كثر الناس عليه، قال: فقال ابن عباس: ذاك رسول الله ﷺ، إنهم كانوا لا يُدَعُون عنه ولا يُكهرون [وفي نسخة: يُكرهون]. لفظ يحيى [عند مسلم].
ولفظ يحيى [عند الدوري]: أن أبا الطفيل قال لابن عباس: إني رأيت رسول الله ﷺ، قال: فصفه لي - أو قال: فصفه، قال: رأيت رجلاً على بعير بين الصفا والمروة أو عند أحدهما، ينشف ظهر كفه بوبره، قال: ذاك رسول الله ﷺ، إنهم كانوا لا يُدَعُون عنه ولا يكهرون. وبنحوه رواه محمد بن القاسم [عند أبي نعيم الحداد].
ولفظ أحمد بن عبد الملك، وبكير بن جعفر [عند أبي عوانة]: قلت لابن عباس: قد رأيت رسول الله ﷺ، قال: صفه لي، قال: قلت: رأيت رجلاً على بعير بين الصفا والمروة، وهو يَنْشِفُ ظهر كفّه بوَبَر البعير، والناس يزدحمون عليه، فقال ابن عباس: ذلك رسول الله ﷺ، إنهم كانوا لا يُدَعُون عنه ولا يُكهَرون، قال: وهي في قراءة عبد الله: (وأما اليتيم فلا تكهر). وبنحوه رواه عمرو بن خالد [عند الضياء]، وقال في آخره: قال زهير: ينشف كفه: أراه من جرح.
أخرجه مسلم (٢٣٩/ ١٢٦٥)(١٢٨٠ - ط التأصيل)، وأبو عوانة (١٠/ ٧٩ و ٨١/ ٣٩١٩ و ٣٩٢٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٣٥٥/ ٢٩٢٠)، والعباس بن محمد الدوري في تاريخ ابن معين (٣/١٩/٨١)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٨٥)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٤/٣٨/٢٩٧٥)، والضياء في المختارة (٨/ ٢٢٧/ ٢٧١).
[التحفة (٤/ ٤٤٦/ ٥٧٧٦)، الإتحاف (٧/ ٣١٩/ ٧٩٠٨)، المسند المصنف (١٢/ ٢٣٥/ ٥٨٦٤)] [اقتصرنا على هذا الطريق؛ لما جاء فيه من رؤية أبي الطفيل، وله طرق أخرى عن أبي الطفيل عن ابن عباس دون موضع الشاهد، وسيأتي تخريجها بالتفصيل تحت الحديث رقم (١٨٨٤)، إن شاء الله تعالى].
قال الضياء:«ذكر خلف الواسطي في أطراف الصحيح: أن مسلماً أخرج: رأيته على ناقته عند الموقف وقد كثر الناس عليه؛ عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم، عن زهير، عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر، عن أبي الطفيل. وقيل: ليس هو في مسلم، فإن كان خلف وجده في بعض النسخ، فالله أعلم».
وقال ابن كثير في البداية (٧/ ٥٤٦): «فقد تفرد به مسلم، وليس فيه دلالة على أنه ﵊ سعى بين الصفا والمروة راكباً، إذ لم يقيد ذلك بحجة الوداع ولا غيرها، وبتقدير أن يكون ذلك في حجة الوداع، فمن الجائز أنه ﵊ بعد فراغه من السعي وجلوسه على المروة وخطبته الناس وأمره إياهم من لم يسق الهدي منهم أن يفسخ الحج إلى العمرة، فحل الناس كلهم إلا من ساق الهدي، كما تقدم في حديث جابر، ثم بعد هذا كله أتي بناقته فركبها، وسار إلى منزله بالأبطح، كما سنذكره قريباً، وحينئذ رآه أبو الطفيل عامر بن واثلة البكري وهو معدود في صغار الصحابة، … ».