أخرجه الشافعي في الأم (٦/ ٢٠١ و ٤٥٢/ ٢٢٩٣ و ٢٤٧٨)، وفي اختلاف الحديث (٢٢٢)، وفي السنن (٤٧٩) [بسنده تحريف]، وفي المسند (١٨٠ و ٢٥٤)، والطبراني في الأوسط (٧/ ٨٢/ ٦٩١٧)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٤٢٦)، والبيهقي في المعرفة (٧/ ١٨٥/ ٩٧٥١) و (١٠/ ١٨٤/ ١٤١٣١)، وفي الخلافيات (٣/ ١٩٠ - اختصار ابن فرح).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن المسيب إلا إسماعيل بن أمية، تفرد به سعيد بن مسلمة».
قلت: هو مشهور عن سعيد بن المسيب، ولم يتفرد به عن إسماعيل بن أمية: سعيد بن مسلمة؛ بل رواه الثوري، عن إسماعيل، عن رجل، عن سعيد، وهو الصواب.
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات.
وهذا القول مشتهر عن سعيد بن المسيب روي عنه بأسانيد متعددة، يحصل باجتماعها الجزم بثبوته عن سعيد:
أ - فقد روى يونس بن بكير [كوفي، صدوق]، عن ابن إسحاق، قال: حدثني ثقة، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: هذا عبد الله بن عباس يزعم: أن رسول الله ﷺ نكح ميمونة وهو محرم، وكذب؛ إنما قدم رسول الله ﷺ مكة فحل، فكان الحل والنكاح جميعاً، فشبه ذلك على الناس.
أخرجه ابن إسحاق في السيرة (٢٦٦)، ومن طريقه: البيهقي في الدلائل (٤/ ٣٣٦).
وراوي كتاب السيرة عن يونس بن بكير: هو أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وهو: ضعيف؛ لكن مثل هذا يتخفف فيه لكونه راو لنسخة؛ فيقل فيها الوهم والله أعلم.
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات.
ب - وروى أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، قال: حدثنا الأوزاعي: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: أن النبي ﷺ تزوج ميمونة وهو محرم.
زاد عند خيثمة الأطرابلسي، وابن عدي، وتمام، والبيهقي، وابن عبد البر، والحنائي [وهي زيادة ثابتة محفوظة]: قال: وقال سعيد بن المسيب وهم ابن العباس - وإن كانت خالته - ما تزوجها النبي ﷺ إلا بعد ما أحل. وفي رواية خيثمة وعنه تمام، والحنائي: إنما تزوجها حلالاً.
أخرجه البخاري (١٨٣٧) [بدون الزيادة موضع الشاهد من قول ابن المسيب]، والنسائي في المجتبى (٥/ ١٩١/ ٢٨٤١)، وفي الكبرى (٣/ ٣٣٦/ ٣١٨٩) و (٤/ ٨٨/ ٣٨١٠)، وأحمد (١/ ٣٣٠)، وغيرهم. [التحفة (٤/ ٥٠٤/ ٥٩٠٣)، الإتحاف (٧/ ٤٣٧/ ٨١٥٨)، المسند المصنف (١٢/ ١٥١/ ٥٧٩١)] [سبق تخريجه في طرق حديث عطاء عن ابن عباس].
قال ابن عبد البر في التمهيد: «هكذا في الحديث: قال سعيد بن المسيب، فلا أدري أكان الأوزاعي يقوله أو عطاء»، وفي الاستذكار: «أظن القائل: قال سعيد: عطاء أو الأوزاعي».