للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ٩٠٠/ ٣٨٢٥ - السفر الثاني)، والخطيب في الأسماء المبهمة (٤٩٢)، وأبو علي الجياني في تقييد المهمل (٣/ ٨٥١)، وعلقه أبو داود [عزاه إليه الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (٣٤)، قال: «قال: ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، فقال: ابنة شيبة بن عثمان، وكذلك قال محمد بن راشد، عن عثمان بن عمر القرشي، كما قال أيوب»].

وهذا حديث صحيح، عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي، المدني قاضيها: يوافق الثقات من أصحاب الزهري في حديثه عن الزهري، وقلما يخالفهم، وعلق له البخاري في صحيحه موضعاً واحداً في المتابعات، وقال ابن يربوع: «رأيت الدارقطني قد ذكره في العلل كثيراً»، وقال: «لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم»، قال: «ورأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع» [انظر: صحيح البخاري (٥٥٧٦). علل الدارقطني (٤/ ٣٦٨) و (٧/ ٢٨٤) و (٨/ ٩٦) و (١٠/ ٧٦) و (١٢/ ٢٨٩). التهذيب (٨/ ٩١٢ - ط دار البر)]، وقال محمد بن خلف في أخبار القضاة (١/ ١٨٠): «وكان عثمان بن عمر: من رفعاء الناس وجلتهم، روى عن الزهري»، قلت: هو صدوق حسن الحديث، روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: «كان صدوقاً»، ولم يُجرح، وأما قول ابن معين بأنه لا يعرفه، وإقرار ابن عدي له عليه؛ فلا يقدح فيه، إذ قد عرفه غيرهما [انظر: التاريخ الكبير (٦/ ١٧٨ و ٢٣٩). الجرح والتعديل (٦/ ١٢٤ و ١٥٩). الثقات (٧/ ٢٠٠) و (٨/ ٤٤١). تاريخ الإسلام (٣/ ٩٢٦). التهذيب (٣/ ٧٤) (٨/ ٩١١ - ط دار البر)].

وهو هنا يروي حديثاً عن عم أبيه، وأهل بيت الرجل لهم مزيد عناية واختصاص برواية ما لهم فيه مناقب ومآثر يتناقلونها، وأما قوله: ابنة شيبة بن عثمان؛ فلا يضر، حيث نسبه لجده الأعلى، وهو شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي، فلا تخالف بين الروايتين، ولم يأت في حديثه هذا بما ينكر، بل تابع الثقات؛ فصح الحديث، والله أعلم. قال الدارقطني: «الصواب: ما قاله مالك؛ وهي ابنة شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان، … ، وكذلك قال إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن نافع، عن نبيه: ابنة شيبة بن جبير، كما قال مالك».

وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار (٢/ ٣٠٩): «والصواب في هذا: رواية مالك، وهي: بنت شيبة بن جبير بن عثمان، ولعلَّ مَنْ قال: ابن عثمان نسب أباها إلى جده، واسمها أَمَةُ الحميد»، وقال في إكمال المعلم (٤/ ٥٥٣): «نسبه إلى جده، فلا يكون خطأ».

وقال النووي في شرح مسلم (٩/ ١٩٥): «بل الروايتان صحيحتان، إحداهما حقيقة، والأخرى مجاز، وذكر الزبير بن بكار أن هذه البنت تسمى أَمَةُ الحميد». [راجع هذه النقول بتمامها تحت الحديث السابق].

<<  <  ج: ص:  >  >>