قال ابن أبي رزمة: فما يزيد رسول الله ﷺ على أن يقول: «انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع؟!»، ويتبسم.
حديث حسن
يرويه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن سعيد الأشج [وهم ثقات حفاظ]، والحسن بن الربيع [البجلي الكوفي: ثقة، من أثبت أصحاب ابن إدريس، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وسلم بن جنادة، ويوسف بن موسى القطان [وهم ثقات]:
حدثنا عبد الله بن إدريس [ثقة ثبت]، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير [مدني، ثقة، من الطبقة الخامسة، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام: مدني، تابعي، ثقة، وروايته عن جدته أسماء في الصحيحين. انظر: التحفة (١٥٧١٤)]؛ أن أسماء بنت أبي بكر، قالت: خرجنا مع رسول الله ﷺ حجاجاً، حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول الله ﷺ فجلست عائشة إلى جنب رسول الله ﷺ، وجلست إلى جنب أبي، وكانت زمالة رسول الله ﷺ وزمالة أبي بكر واحدةً مع غلام أبي بكر، فجلس أبو بكر ينتظره أن يطلع عليه، فطلع وليس معه بعيره؛ فقال: أين بعيرك؟ قال: أضللته البارحة، فقال أبو بكر: بعير واحد تضلّه؟ فطفق يضربه، ورسول الله ﷺ يتبسم، ويقول:«انظروا إلى هذا المحرم، وما يصنع؟!». لفظ أحمد في مسنده]، وابن أبي شيبة [عند ابن ماجه]، وبنحوه رواه الحسن بن الربيع [عند الحاكم]، وبنحوه رواه الأشج وسلم والدورقي ويوسف القطان [عند ابن خزيمة]، وقال سلم ويوسف: وكانت زاملة أبي بكر وزاملة رسول الله ﷺ. وبنحوه لفظ ابني أبي شيبة [مقرونين عند الطبراني، وفي متنه تصحيف].
أخرجه أبو داود (١٨١٨)، وابن ماجه (٢٩٣٣)، وابن خزيمة (٤/ ١٩٨/ ٢٦٧٩)، والحاكم (١/ ٤٥٢)(٢/٥٣٥/ ١٦٨١ - ط المنهاج القويم)(٢/٣٨٣/ ١٦٨٥ - ط الميمان)، وأحمد (٦/ ٣٤٤)، والبيهقي (٥/ ٦٧). [التحفة (١١/ ٢٤٣/ ١٥٧١٥)، الإتحاف (١٦/ ٨٣٣/ ٢١٢٧٩) و (١٦/ ٨٣٤/ ٢١٢٨٠)، المسند المصنف (٣٦/٢٥/١٧٢٧٩)]. قال الحاكم:«هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».
وقد احتج به أبو داود، وصححه ابن خزيمة.
وابن إسحاق معروف بالرواية عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، مكثر عنه، وقد سمع منه، وهو بلديه، فلا يستغرب تفرده عنه، وهذا الحديث أشبه بأحاديث السير، التي أتقنها ابن إسحاق، واعتنى بها.
فإن قيل: فلماذا لا يعل بتدليس ابن إسحاق، حيث لم يصرح فيه بالسماع؟
فيقال: ابن إسحاق معروف بالرواية عن يحيى، وبالسماع منه، ولا يُردُّ حديث ابن إسحاق لمجرد عدم تصريحه فيه بالسماع، وقد سبق بحث مسألة تدليس ابن إسحاق في