١٨ - وروى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر … وذكر حديث الحج بطوله، وفيه: قال جابر ﵁: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً، … ثم ذكر الحديث إلى أن قال: حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال:«لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة»، فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله ﷺ أصابعه واحدة في الأخرى، وقال:«دخلت العمرة في الحج»، مرتين، «لا بل لأبد أبد»، … وذكر الحديث بطوله.
أخرجه مسلم (١٢١٨) و (١٢٦٣)، وأبو داود (١٨١٣ و ١٩٠٥ - ١٩٠٩)، ويأتي تخريجه مفصلاً في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى، وقد اقتصرت منه على موضع الشاهد.
١٩ - ورواه ليث بن أبي سليم، عن عطاء، وطاووس، ومجاهد، عن جابر، وابن عباس، قال: قدمنا مع النبي ﷺ ولا نريد إلا الحج، فأهللنا بالحج، وطاف رسول الله ﷺ على راحلته، يستلم الركن بمحجن كان معه، ثم عدل إلى السقاية، فقال:«انزعوا لي منها»، فنزعوا له دلواً، فأخذ حسوة فمضمض، ثم مجه في الدلو، ثم قال:«أعيدوه فيها»، فقال:«يا بني هاشم إنكم على عمل صالح؛ لولا أن تُغلبوا عليه أو تُتخَذَ سنة لأخذت معكم»، ثم أتى منزله فخطب أصحابه، وقال:«إن العمرة قد دخلت في حجكم، فحِلُّوا إلا من كان معه هدي، وقال: لولا أن معي هدياً لكثرتكم»، فقام سراقة بن مالك، فقال: يا رسول الله ألعامنا أم للأبد؟ قال:«بل للأبد».
وكان يعجبهم ما وافق صنيعهم صنيع أهل الجاهلية، وكان أهل الجاهلية يقولون: إذا انسلخ صفر، وعفا الوبر، وبرأ الدبر فقد حلت العمرة لمن اعتمر.
أخرجه الطبراني في الكبير (١١/٣٩/١٠٩٧٢). [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٩٢)].
قلت: ليث بن أبي سليم ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه، وقد أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد، وهو صالح في المتابعات [التهذيب (١١/ ٢٢٠ - دار البر)].
* * *
١٨٠٢ - قال أبو داود: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة: حدثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج:
[(ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد: حدثنا يحيى - المعنى -، عن ابن جريج:] أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عباس؛ أن معاوية بن أبي سفيان