كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٤ - باب في الإقران - ج: 25 - ص: 546

يلبي بالحج والعمرة جميعاً، فقال أحدهما: ألا تسمع؟ فقال: دعه، فهو أضل من بعيره، فأخذني ما قصر وما طال فأمعنت حتى لقيني من أخبر عنهما، قلت: من هذان الراكبان؟ قال: هذا سلمان بن ربيعة الباهلي وزيد بن صوحان، فقدمت المدينة فأتيت عمر فحدثته، فأخبرته بما قالا، فقال: أخطآ وأصبت، هديت لسنة نبيك ﷺ، ثم أرسل إليهما، فنهاهما.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٩/ ١٥٨/ ٩٤١٣).

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا عيسى بن المسيب، ولا عن عيسى إلا عمر بن أيوب، تفرد به الفضل بن إسحاق».

وهذا حديث منكر من حديث الشعبي، تفرد به عنه عيسى بن المسيب البجلي، وهو: ضعيف [التعجيل (٦/ ٢٨٠) (٨٣٩)].

١٨ - ورواه عاصم بن علي [الواسطي: صدوق، تكلم فيه ابن معين]، قال: ثنا أبو مضر، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن الصبي بن معبد، قال: أردت الحج وكنت حديث عهد بنصرانية، فسألت؛ فقالوا: اقترن ففعلت فمررت بزيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة، فقالا: هذا أضل من جمل أهله، فاشتد ذلك علي، فلقيت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين إني كنت حديث عهد بنصرانية، وإني أردت الحج، فسألت فقالوا: اقرن ففعلت فمررت بزيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة، فقالا: هذا أضل من جمل أهله، فاشتد ذلك عليَّ، فقال عمر بن الخطاب ﵁: هديت لسنة نبيك ﷺ.

أخرجه بحشل في تاريخ واسط (١٤٦).

وهذا حديث منكر من حديث أيوب السختياني، تفرد به عنه دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: أبو مضر، وفيمن يكنى أبو مضر جماعة، وأظنه الذي روى عن ابن سيرين والحسن، وهو مجهول [انظر: الكنى من التاريخ الكبير (٧٠٨). الجرح والتعديل (٩/ ٤٤٧). الثقات (٧/ ٦٦٥). المقتنى للذهبي (٢/ ٨٠/ ٥٨٠٢)].

ولا أستبعد أن يكون الحمل فيه على عاصم بن علي الواسطي؛ فهو صدوق، وقد تكلم فيه ابن معين، وأفحش فيه القول حتى اتهمه بالكذب، وأورده ابن عدي في ضعفائه، وذكر له ثلاثة أحاديث استنكرها عليه؛ أحدها: غريب، والثاني: وهم، والثالث: منكر، ثم قال: «لا أعرف له شيئاً منكراً في رواياته إلا هذه الأحاديث التي ذكرتها، … »، قلت: وقد وجدت له غيرها، مما وهم في إسناده ومتنه، وخالف فيه جمعاً كبيراً من الحفاظ [التهذيب (٢/ ٢٥٦). الكامل (٨/ ٢٠٢ - ط الرشد)] فضل الرحيم الودود [(١٢/ ٣٥٣/ ١١٨٠)].

قال الدارقطني في العلل (٢/ ١٦٦/ ١٩٢): «ورواه عامر الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، والحسن العرني، وأبو قلابة عن الصبي بن معبد، عن عمر».

وقال في المؤتلف (٣/ ١٤٤٢) عن الصبي بن معبد: «روى حديثه: مسروق بن