وسيار أبو الحكم العنزي الواسطي، وعاصم بن أبي النجود؛ فلم يذكروا أنه طاف طوافين، ولا سعى سعيين، وإنما ذكروا أنه أهل بالحج والعمرة جميعاً.
قال ابن حزم في المحلى (٧/ ٦٤): «أما حديث الصبي بن معبد: فإن إبراهيم لم يدرك الصبي، ولا سمع منه، ولا أدرك عمر؛ فهو منقطع، وقد رواه الثقات: مجاهد، ومنصور، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن الصبي؛ فلم يذكروا فيه طوافاً ولا طوافين، ولا سعياً ولا سعيين أصلاً، وإنما فيه أنه قرن بين الحج والعمرة فقط».
وقال الزيلعي في نصب الراية (٣/ ١٠٩): «هذا الحديث لم يقع هكذا، فقد أخرجه أبو داود، والنسائي عن منصور، وابن ماجه عن الأعمش، كلاهما عن أبي وائل، عن الصبي بن معبد التغلبي قال: أهللت بهما معاً، فقال عمر: هديت لسنة نبيك، انتهى. وذكر بعضهم فيه قصة».
قال ابن الملقن في التوضيح (١١/ ١٩٩): «وحديث الصبي بن معبد الماضي أنه فعل ذلك، لكنها من رواية النخعي عنه، وهو منقطع، قال ابن حزم: لم يدركه».
١٥ - ورواه سعيد بن أبي عروبة [وعنه]: يزيد بن زريع، وهو: ثقة ثبت متقن، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وهو من أثبت الناس في ابن أبي عروبة، وهو المقدَّم فيه على غيره، قديم السماع منه، سمع منه قبل الاختلاط. وتابعه: عبد السلام بن حرب، وهو: ثقة حافظ، وعبد الله بن محرر الجزري [متروك، هالك، منكر الحديث]:
عن أبي معشر، عن إبراهيم؛ أن عمر بن الخطاب أمر الصبي بن معبد حيث أو حين قرن أن يذبح كبشاً. لفظ سعيد [عند ابن أبي شيبة].
ولفظ سعيد [عند ابن المديني]: أن عمر بن الخطاب أمر الصبي أن يذبح شاة.
ولفظ ابن محرر [عند عبد الرزاق]: أن عمر قال له: هديت لسنة نبيك، اذبح كبشاً.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٤٢٠/ ١٠٠٤٠ - ط التأصيل الثانية)، وعلي بن المديني [عزاه إليه: ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ٤٧٤/ ٣١٢)]، وابن أبي شيبة (٨/ ١٨٢/ ١٤٣٨٨ - ط الشثري).
وهذا موقوف على عمر بإسناد منقطع، والإسناد إلى إبراهيم النخعي: صحيح، وسعيد بن أبي عروبة قد سمع من أبي معشر، وقال الإمام أحمد: «أروى الناس عن أبي معشر: ابن أبي عروبة» [العلل ومعرفة الرجال (٥٢٤٨). مصنف ابن أبي شيبة (٥/ ٤٤٤/ ٢٧٨٣٥). مسند علي من تهذيب الآثار (٤٣٦)]، فلا يعلُّ إذا بتدليس ابن أبي عروبة، أو بعدم سماعه من أبي معشر [وانظر: المراسيل (٢٧٨). جامع التحصيل (١٨٢). تحفة التحصيل (١٢٥)] [راجع فضل الرحيم الودود، الحديث رقم (٣٣ و ٣٤)].
وأبو معشر، هو: زياد بن كليب: ثقة، من قدماء أصحاب إبراهيم [التهذيب (١/ ٦٥٢). مسائل الإمام أحمد لأبي داود (٢٠١٠ و ٢٠١١)].
قال ابن المديني: «فهذا مما يقوي حديث الصبي؛ لأن إبراهيم من الفقهاء» [كذا في مسند الفاروق (١/ ٤٧٤)].