للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيتحصل لنا من مجموع هاتين الروايتين عن أبي إسحاق، أن الوهم فيه إنما هو من أبي إسحاق نفسه، فلعله حدث به بعد التغير، أو أنه رواه بالمعنى الذي فهمه هو، والله أعلم.

• كذلك فقد اشتمل حديث يونس عن أبيه عن البراء، على زيادة تخالف ما ثبت في حديث جابر:

ففي آخر حديث يونس: قول النبي لعلي: «انحر من البدن سبعاً وستين، أو: ستاً وستين، وأمسك لنفسك ثلاثاً وثلاثين، أو أربعاً وثلاثين، وأمسك لي من كل بَدَنةٍ منها بضعة».

ويعارضه ما في حديث جابر [عند مسلم] يصف فعل النبي : ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى علياً فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، … الحديث.

فتبين بذلك وقوع الوهم في حديث يونس في موضعين: الأول: تصريحه من كلام النبي بقوله: وقرنت، والثاني في شأن النحر، وعدد ما نحره النبي بيده، وعدد ما نحره علي، فإن ظاهر رواية يونس أن النبي لم ينحر شيئاً بيده، وإنما وكل علياً أن ينحر عنه: سبعاً وستين، أو ستاً وستين، ثم يمسك لنفسه ثلاثاً وثلاثين، أو أربعاً وثلاثين، وهذا خلاف ما ثبت في حديث جابر، وما عدا ذلك فقد توبع عليه يونس في الجملة، فهو حديث شاذ بهذا السياق، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

* * *

١٧٩٨ - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي وائل قال: قال الصُّبَيُّ بن مَعبدٍ: أهللت بهما معاً، فقال عمر: هُدِيتَ لسنة نبيك .

حديث صحيح

• يرويه عن جرير بن عبد الحميد: إسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن قدامة بن أعين، ويوسف بن موسى القطان [وهم ثقات]:

حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل [شقيق بن سلمة]، قال: قال الصبي بن معبد كنت رجلاً أعرابياً نصرانياً فأسلمت، فأتيت رجلاً من عشيرتي يقال له هُدَيمُ بن ثَرملة، فقلت له: يا هَنَاهُ إني حريص على الجهاد وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبَينِ عليَّ فكيف لي بأن أجمعهما؟ قال: اجمعهما واذبح ما استيسر من الهدي، فأهللت بهما معاً، فلما أتيتُ العُذيب لقيني سلمان بن ربيعة، وزيد بن صوحان

<<  <  ج: ص:  >  >>