لم يتابع على قوله فيه:«جئت بجزورين واحد لي ولك واحد»، ولم يتابع على قوله أيضاً:«عليك الهدي الأعلى، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل».
٨ - وروى محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة [الحراني: ثقة]، عن أبي عبد الرحيم [خالد بن أبي يزيد الحراني: ثقة]، قال: حدثنا زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن ميسرة [الهلالي الكوفي: تابعي، ثقة، من الرابعة]، عن النزال بن سبرة [كوفي، تابعي، ثقة، من الثانية، قيل: إن له صحبة]، قال: حدثنا علي بن أبي طالب؛ أن رسول الله ﷺ خرج من المدينة حاجاً، وخرجت أنا من اليمن، قلت: لبيك إهلالاً كإهلال النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ:«فإني أهللت بالعمرة والحج جميعاً».
أخرجه ابن حبان (٩/ ٩٠/ ٣٧٧٧). ومن طريقه: الضياء في المختارة (٢/ ٣٧٧/ ٧٥٩). [المسند المصنف (٢١/ ٢٣٥/ ٩٥٦٨)].
قلت: قد أخرج البخاري في صحيحه (٥٦١٥ و ٥٦١٦)، في كتاب الأشربة، باب الشرب قائماً، حديثاً من طريق شعبة، ومسعر، كلاهما عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، عن علي؛ في الشرب قائماً [التحفة (٧/ ١٣٠/ ١٠٢٩٣)].
وهذا حديث حسن غريب، تفرد به عن أهل الكوفة: زيد بن أبي أنيسة الجزري، وهو: ثقة، وله أفراد كثيرة، لذا قال أحمد بأن في حديثه بعض النكرة [سؤالات أبي داود (٣٢٤). ضعفاء العقيلي (٢/ ٧٤). التهذيب (٤/ ٦٠٦ - ط دار البر)]، وينفرد عن أبي إسحاق السبيعي بما لا يتابع عليه [راجع شيئاً مما وهم فيه زيد على أبي إسحاق: فضل الرحيم الودود (١٠/ ٣٣٢/ ٩٦٩) و (١١/ ٢١٩/ ١٠٤٤) و (١٤/ ٢١٢/ ١٢٧٦). السنن الكبرى للنسائي (٥/ ٤٣٢/ ٥٩٦١) و (٧/ ٤٤٧/ ٨٤٤٠). مسند البزار (٥/ ٢٤٢/ ١٨٥٤). علل الحديث لابن أبي حاتم (٩٤٦). علل الدارقطني (٤/ ٣٥٢/ ٦٢٠) و (٥/ ٣١٢/ ٩٠٤) و (٥/ ٣٢٢/ ٩١٤) و (١١/ ٣٠٢/ ٢٢٩٨). تاريخ دمشق (٣٩/ ٣٣٥)].
كما أنه غريب من حديث زيد بن أبي أنيسة، تفرد به محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة أبو المعافى الحراني، وهو: لا بأس به، قال النسائي مرة:«لا بأس به»، وقال أخرى:«صالح»، وقال مسلمة:«صدوق»، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٧/ ٤٧٦)(١٢/ ٤١٩ - ط دار البر). الإكمال (١٠/ ٣٨٣). التقريب (٩٠٥) وقال: «صدوق»].
٩ - وروى سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، وإبراهيم بن ميسرة، وهشام بن حجير؛ سمعوا طاووساً، يقول: خرج رسول الله ﷺ من المدينة لا يسمي حجاً ولا عمرة، ينتظر القضاء، قال: فنزل عليه القضاء وهو [يطوف] بين الصفا والمروة، فأمر أصحابه؛ من كان منهم أهل بالحج ولم يكن معه هدي أن يجعلها عمرة، وقال:«لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقتُ الهدي، ولكني لبدت رأسي وسقت هديي، فليس لي محل دون محل هديي».