لهيعة؛ عمرو بن الحارث، ولم يهم في شيء منه، فجاء به مثل ما رواه عمرو بن الحارث سنداً ومتناً، فهو من صحيح حديثه، والطحاوي يروي أحاديث لابن لهيعة، ولأبي الأسود بهذا الإسناد، والله أعلم.
وأما ما رواه يحيى بن إسحاق [السيلحيني: ثقة]، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال: سمعت عبادة بن المهاجر، يقول: سمعت ابن عباس يقول لابن الزبير: ألا تسأل أمك؟ قال: فدخلنا على أمه أسماء بنت أبي بكر، فقالت: خرجنا مع رسول الله ﷺ حتى إذا كنا بذي الحليفة، قال:«من أراد منكم أن يهل بالحج فليهل، ومن أراد منكم أن يهل بعمرة فليهل»، قالت أسماء: وكنت أنا وعائشة والمقداد والزبير ممن أهل بعمرة.
فهو حديث ضعيف؛ تفرد به عن أبي الأسود: عبد الله بن لهيعة، وهو: ضعيف، وشيخ أبي الأسود؛ عبادة بن المهاجر: مجهول، لا يُعرف إلا في هذا الحديث [تاريخ ابن معين (٣/٥٣٢/ ٢٦٠٤). التاريخ الكبير (٦/ ٩٥)(٧/ ١٠٨/ ٧٧٩٩ - ط الناشر المتميز). الجرح والتعديل (٦/ ٩٦). الثقات (٥/ ١٤٤). إكمال الحسيني (٤٢٢). التعجيل (٥١٦)].
ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وإن كان ثقة؛ إلا أنه لم يكن في الطبقة العليا من الثقات، وعبارات الأئمة فيه تدل على ذلك [راجع: تاريخ بغداد (١٦/ ٢٣٤). التهذيب (١٤/ ٣٤٤ - ط دار البر)]، وسيلحين: قرية بين الكوفة والقادسية [معجم البلدان (٣/ ٢٩٩)]، فلم يكن بلدياً لابن لهيعة، ولعل سماعه منه قد تأخر، والذهبي يقول فيه:«حجة، صدوق إن شاء الله، ولا تنزل رواية حديثه عن درجة الحسن، وكان من أوعية العلم»، قال ذلك بعد أن ذكر له شيئاً مما أنكر عليه [السير (٩/ ٥٠٧)].
وهذا يرويه بغير هذا السياق: عمرو بن الحارث [ثقة ثبت]، وابن لهيعة [وعنه: عمرو بن خالد الحراني]:
كلاهما عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل؛ أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر ا ا حدثه، أنه كان يسمع أسماء كلما مرت بالحجون، تقول: صلى الله على رسوله وسلم، لقد نزلنا معه هاهنا، ونحن يومئذ خفاف الحقائب، قليل ظهرنا، قليلة أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أحللنا، ثم أهللنا من العشي بالحج.
هذا هو المعروف بهذا السياق، ولعمرو بن الحارث فيه إسناد آخر، بقصة مطولة:
هـ - رواه حرملة بن يحيى، وأصبغ بن الفرج، وأحمد بن عيسى المصري، وهارون بن سعيد الأيلي وهم ثقات من أصحاب ابن وهب، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب [أكثر عن عمه، وهو صدوق تغير بآخره]، ويعقوب بن محمد الزهري [ضعيف]:
حدثنا ابن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن؛