وفي رواية ابن مهدي، ويحيى [عند ابن حزم]: أنه قال له: أفرد الحج واشترط، فإن لك ما اشترطت، والله عليك ما شَرَطْت.
أخرجه الشافعي في الأم (٨/ ٥٠٩/ ٣٥٩٢)، وابن حزم في المحلى (٥/ ١٠٦)، والبيهقي في السنن (٥/ ٢٢٢). وفي المعرفة (٧/ ٤٩٩/ ١٠٨٣٢).
قلت: هذا صحيح عن عمر موقوفاً عليه، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم [انظر: صحيح مسلم (١٢٧١) في تقبيل عمر للحجر].
تنبيه: وقع في المعرفة أن الشافعي رواه بلاغاً عن ابن مهدي، وفي السنن حكاية، لكنه في الأم متصل بصيغة الإخبار، قال: أخبرنا ابن مهدي.
• ورواه إسرائيل بن يونس [ثقة]، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، قال: قال لي عمر بن الخطاب: إن حججت ولست صرورةً فاشترط؛ إن أصابني مرض أو كسر أو حبس فأنا حِلُّ.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٣٦١/ ٩٦٦٢ - ط التأصيل الثانية)، وابن سعد في الطبقات (٦/ ٦٩) مختصراً، وابن حزم في المحلى (٥/ ١٠٥).
وهذا موقوف على عمر بإسناد صحيح.
قال الشافعي في الأم: «وهم يخالفون هذا، ولا يرون الشرط شيئاً، وأما نحن فنقول: يشترط وله الشرط؛ لأنه موافق ما روي عن النبي ﷺ أنه أمر ضباعة بنت الزبير بالشرط، وما روي عن عائشة».
• قوله: لست صرورة: يعني: لم تحج قبل ذلك حجة الإسلام.
٢ - أثر عثمان بن عفان:
• رواه عبد الله بن المبارك [ثقة حجة، إمام فقيه]، عن هشام بن حسان [بصري ثقة، ثبت في ابن سيرين]، عن ابن سيرين، قال: رأى عثمان رجلاً واقفاً بعرفة، فقال له: أشارطت؟ قال: نعم.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٢٣/ ١٥٣٨١ - ط الشثري)، ومن طريقه ابن حزم في المحلى (٥/ ١٠٦).
وهذا رجاله ثقات؛ غير أن ابن سيرين لم يدرك عثمان بن عفان، وقد ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان [طبقات ابن سعد (٧/ ١٩٣). التاريخ الأوسط (١/ ٢٦٠/ ١٢٦٤). الثقات (٥/ ٣٤٩). تحفة التحصيل (٢٧٨). التهذيب (٣/ ٥٨٦)] [فضل الرحيم الودود (١٠/ ٢٤٠/ ٩٤٦)].
• ورواه الفضل بن دكين [ثقة ثبت]، عن سعيد بن عبد الرحمن [أخو أبي حرة: ثقة، سمع ابن سيرين، معروف بالرواية عنه، وكان أثبت من أخيه أبي حرة. التاريخ الكبير (٣/ ٤٩٤). الجرح والتعديل (٤/٤٠). اللسان (٤/ ٦٢)]، عن ابن سيرين، عن عبد الله بن عتبة [عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي والد عبيد الله: ولد في عهد النبي ﷺ، وكان ثقة،