للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هـ الحسن البصري، عن أنس:

ح - ورواه سويد بن سعيد [صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعف بسبب ذلك]: حدثنا علي بن مسهر [ثقة، له غرائب]، عن إسماعيل، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: أتى رسول الله رجلا يسوق بدنة حافيا؛ فقال: «اركبها»، قال: يا رسول الله! إنها بدنة؛ قال: «اركبها»، فركبها.

أخرجه أبو يعلى (٥/ ١٥٢/ ٢٧٦٣).

قلت: هذا حديث منكر؛ لا يثبت من حديث الحسن البصري تفرد به عنه: إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، قال أحمد: «منكر الحديث»، وعنده عجائب، يروي عن الثقات المناكير، وقد تركه ابن مهدي والقطان والنسائي وغيرهم [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦). ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢). الكامل (١/ ٢٨٣). التهذيب (١/ ١٦٧)].

وله طريق آخر عن الحسن، ولا يثبت أيضا:

أخرجه البزار (١٣/ ١٩٧/ ٦٦٥٧)، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن كردي [ثقة، كذا وقع عند البزار؛ والصواب: أحمد بن عبد الله بن الحكم البصري، أبو الحسين، يعرف بابن الكردي، قال: حدثنا حماد بن مسعدة بصري، ثقة]: حدثنا عوف [عوف بن أبي جميلة الأعرابي: ثقة]، عن الحسن، عن أنس، عن النبي بنحوه.

قال البزار: «ولا نعلم أسند عوف عن الحسن عن أنس إلا هذ الحديث، ولا رواه عنه متصلا إلا حماد بن مسعدة، ولم نسمعه إلا من أحمد بن عبد الله».

وكان البزار ساق قبله بنفس هذا الإسناد: حديث حماد بن مسعدة: حدثنا حميد، عن ثابت، عن أنس، أن النبي رأى رجلا يسوق بدنة، قال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها».

وحديث حميد هذا قد اشتهر عنه، ورواه عنه جمع كبير من الثقات، وأخرجه مسلم [تقدم ذكره في طريق ثابت عن أنس].

لكن حديث حماد بن مسعدة، عن عوف عن الحسن عن أنس: رجاله جميعا ثقات، ومثله مما تتوفر الهمم والدواعي لتحمله وروايته ونقله، وينبغي لمثله أن تداوله المصنفات على أنواعها، لكنه غريب من حديث الحسن البصري، ثم من حديث عوف الأعرابي، فهو كثير الأصحاب، روى عنه جمع غفير من الثقات من أهل البصرة وغيرهم، وعادة ما يروي حماد بن مسعدة عن عوف عن الحسن مقاطيع من قوله، ولا أسند بهذا الإسناد إلا هذا الحديث، وكأن البزار أشار إلى علة أخرى غير غرابة إسناده عن الحسن، وهي أنه لا يعرف متصلا إلا من حديث حماد بن مسعدة، وكأن غيره خالف فأرسله، ثم إن أحمد بن عبد الله بن الحكم البصري قد تفرد بهذا الحديث، ولم يتابع عليه.

فهو حديث غريب جدا، مع نظافة إسناده، واشتهاره عن أنس من طرق متعددة سبق بيانها، وبعضها في الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>