للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

السماع من الثوري، أملى عليه إملاء، وروى عنه جامعه، وله عنه غرائب. [انظر: التهذيب (٢/ ٤٥٢). سؤالات أبي داود (٢٣٩). المعرفة والتاريخ (١/ ٧١٨). الميزان (٢/ ٥٢٠)]، ومؤمل بن إسماعيل [صدوق، كثير الغلط، كان سيئ الحفظ] [مقرونين]، قالا:

حدثنا سفيان [الثوري]، قال: حدثني أبو الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: مر رسول الله برجل يسوق بدنة، قال: «اركبها»، قال: يا رسول الله إنها بدنة، قال: «اركبها».

أخرجه أحمد (٢/ ٤٦٤). [الإتحاف (١٥/٢١/١٨٧٨٣)، المسند المصنف (٣٢/٣٠/١٤٦٤١)]

قلت: يشبه أن يكون القولان محفوظين عن الثوري، وقد رواهما أحمد جميعا في مسنده، وإن كان القول الأول أصح، حيث رواه عن الثوري أحد كبار الحفاظ المتقنين، وهو من أثبت الناس في الثوري، لكن تتابع مؤمل وعبد الله بن الوليد يجعل النفس تطمئن لكون الثوري رواهما جميعا، لاسيما والقولان محفوظان عن أبي الزناد، كما سيأتي بيانه.

هـ والحاصل: فقد تابع مالكا على هذا الحديث:

سفيان الثوري، وموسى بن عقبة، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني، وأبو أيوب الأفريقي:

رووه جميعا: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

فكيف يدعي مدع بعد ذلك توهيم مالك؛ لتفرده بهذا الحديث عن أبي الزناد؛ ولا أستبعد أن يكون بعض الناس قد تابع الواقدي على دعواه قبل أن يتحقق منها، فلذا ينبغي الحذر من متابعة بعض من لا يوثق به، كما قال الله تعالى في كتابه، لاسيما وقد جاءت متابعة مالك على إسناده في الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات؛ فقد روى هذه المتابعة: مسلم، وابن ماجه، وأحمد، وابن أبي شيبة؛ فكيف يعذر بعد ذلك من تابع الواقدي على دعواه الكاذبة؛ دون أن يبصر ضوء الحق البين.

تنبيه: روى أبو بكرة [بكار بن قتيبة]، قال: ثنا مؤمل [هو: ابن إسماعيل]، قال: ثنا سفيان [الثوري]، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي ، مثله. بإسقاط: أبي الزناد من الإسناد.

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٦٠/ ٣٧٣٩)، وفي أحكام القرآن (٢/ ٣٠٦/ ١٧٦٦). [المسند المصنف (٣٢/٣١/١٤٦٤٢)].

قلت: هذا وهم من شيخ الطحاوي: أبي بكرة بكار بن قتيبة الثقفي البكراوي البصري، قاضي مصر ومحدثها، وهو صدوق، مصنف، وثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه: أبو عوانة وأكثر عنه في صحيحه، وكذلك روى عنه جماعة من الأئمة والمصنفين، منهم: ابن خزيمة وابن المنذر والطحاوي وأكثر عنه جدا، وله مناقب كثيرة [أخبار القضاة (٣/ ٢٤١)]. الثقات (٨/ ١٥٢). فتح الباب (١٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>