للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبي: وكيع حدثنا عنه، وأبو نعيم، وهو شيخ قديم، وهو أكبر من سفيان وشعبة، سمع من عطية وطلحة، أبو إسرائيل أدرك جنازة الشعبي، قال أبي: اسمه إسماعيل بن أبي إسحاق، قلت: إن بعض من قال: هو ضعيف؟ قال: لا، خالف في أحاديث».

هكذا أنكر عليه أحمد هذا الحديث، وقد سبقه إلى ذلك عبد الرحمن بن مهدي.

فقد قال عمرو بن علي الفلاس: وأبو إسرائيل الملائي: ليس من أهل الكذب، سمعت عبد الرحمن يقول: كان يشتم عثمان، وسألت عبد الرحمن عن حديثه عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي في الحج؛ فأبى أن يحدثني به [الكامل (١/ ٤٦٨)].

وقال أبو بكر المروذي عن أحمد: وذكر أبا إسرائيل الملائي، فقال: كان شيعياً، وقد روى عنه الثوري حديثه في: «من أراد الحج من بلد فليتقدم» [العلل ومعرفة الرجال (١١٢)]

فهذا الحديث إنما اشتهر من حديث أبي إسرائيل الملائي هذا، وتفرد به عن فضيل بن عمرو الفقيمي، عن سعيد بن جبير، فلو كان عندهم محفوظاً؛ لما أنكروه عليه، ولما امتنع ابن مهدي من التحديث به لكونه فقط كان يشتم عثمان، وإنما لكونه يروي المناكير، ويهم ويخطئ على الثقات، وينفرد عنهم بما لا يتابع عليه؛ فلم يستجز ابن مهدي التحديث به، ولهذا المعنى قال ابن معين مرة: «أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه»، والله أعلم.

ولم يصححه ابن القطان في بيان الوهم (٤/ ٢٧٤/ ١٨١١) و (٥/ ٧٢٩)، لأجل ما قيل في أبي إسرائيل الملائي.

ولأبي الوليد الطيالسي قصة مع أبي إسرائيل الملائي في حديث التثويب في صلاة الفجر، قال أبو الوليد: «مررت يوماً على أبي إسرائيل، فإذا رياح قاعد، فقلت: ما أقعدك؟

فقال: بلغني حديثاً عن هذا، فلم أتمالك، فإذا هو قد ذكر حديث بلال في التثويب، فاستأذنت على أبي إسرائيل، فأذن لنا، فلم أزل ألطف به، فلما قمنا، قلت له: شيئاً اختلفنا فيه؟ فقال: وما هو؟ فذكرت ذلك، فقال: حدثنا الحكم عن ابن أبي ليلى، أو: الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، أن النبي قال لبلال». رواها العقيلي في ضعفائه (١/ ٨٩)، ونقلها عنه المزي في تهذيب الكمال (٣/ ٨٠).

وهذه القصة تبين حال أبي إسرائيل، وأنه كان سيء الحفظ، في حديثه وهم واضطراب، ولم يكن يضبط حديثه، ولا يدري ممن أخذه أمن ثقة مشهور؟ أم من التالفين الهلكي؟ ومع ذلك فلم يكن يبالي أن يقول: حدثنا الحكم، مع كونه شاكاً أن لا يكون سمع منه، ولهذه الحادثة: ضعفه أبو الوليد الطيالسي وغيره [انظر: التهذيب (١/ ١٤٨)، الميزان (٤/ ٤٩٠)] [راجع تخريج هذا الحديث بطرقه لبيان موضع الوهم فيه من أبي إسرائيل الملائي في فضل الرحيم الودود (٦/ ٢٢٩/ ٥٣٨)] [وانظر في أوهامه أيضاً: فضل الرحيم الودود (٢/ ٤١٩/ ١٩٩) و (٣/ ٦٨/ ٢١٧) و (١١/ ٣٧٤/ ١٠٦٩) و (١٧/ ١٤٣٥/ ٣٥٠)].

<<  <  ج: ص:  >  >>