أويس:«ردوا السائل ولو بظلف محرق». وكذا في رواية قتيبة ومعن مقرونين [عند النسائي]، ولم يقل قتيبة: محرق، وكذا في رواية ابن عبد الحكم وابن يوسف مقرونين [عند الطبراني].
قلت: الصواب عن مالك: رواية جماعة رواة الموطأ وثقات أصحابه: عن ابن بجيد؛ غير مسمى، وهو عبد الرحمن بن بجيد؛ كما سماه روح بن القاسم عن زيد بن أسلم، وكما وقع مسمى في رواية سعيد المقبري.
قال ابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام (١١٦) بعد أن جمع مرويات ابن بجيد: «وبان أن صاحب حديث الظلف المحرق هو: عبد الرحمن بن بجيد، وصح أن الذي لم يسم في رواية زيد بن أسلم هو المسمى في رواية سعيد بن أبي سعيد ومحمد بن إبراهيم، ولله الحمد والمنة» [وانظر: بحث ابن حجر في التهذيب (٢/ ٤٩٠)، وفي التعجيل (٩٢٨)]
قال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (٧٢): «روى مالك، عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد، عن جدته، عن النبي ﷺ»: «ردوا السائل ولو بظلف محترق».
خالفه: حفص بن ميسرة وغيره، رووه عن زيد بن سلم، عن ابن بجيد، عن جدته، عن النبي ﷺ:«يا نساء المؤمنات! لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة محترق».
وقال أبو نعيم في المعرفة:«رواه روح بن القاسم، وزهير بن محمد، وهشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، مثله. ورواه حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، ومالك بن أنس، من رواية التلي [يعني: أحمد بن منصور عنه]، عن زيد، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حواء».
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٢٩٨): «هكذا رواه جماعة رواة الموطأ عن مالك، وتابع مالكا على إسناد هذا الحديث ولفظه ومعناه معمر عن زيد بن أسلم، وكذلك رواه منصور بن حيان، وسعيد المقبري، عن ابن بجيد، عن جدته، عن النبي ﷺ، بمعنى حديث مالك، رواه عن المقبري: محمد بن إسحاق، وابن أبي ذئب، والليث، ورواه عن منصور بن حيان سفيان، والظلف في اللغة: الظفر من ذوي الأظلاف، وذلك معروف».
قلت: قول مالك ومن تابعه هو الصواب، وسيأتي بيان ذلك.
٦ - ولم يحفظ معمر اسم التابعي، ولا نسبه من الصحابية:
رواه معمر بن راشد [وعنه: راويته عبد الرزاق بن همام]، عن زيد بن أسلم، عن رجل من الأنصار، عن أمه، قال: كانت لا ترد سائلا بما كان، فكانت تعطيه من سويقها، ومما كان معها، فقلت لها: لم تتكلفين هذا إذا لم تكن عندك؟ قالت: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تردوا السائل، ولو بظلف محرق».